الإعلام الغربي يتسبب بخلل في التقويم بعد اعتبار أحداث ٧ -أكتوبر بمثابة ١١-سبتمبر
- - -
١٠ أكتوبر، ٢٠٢٣

استيقظ محرر نيويورك تايمز صبيحة يوم الأحد ٨ أكتوبر ليقرّر أن أمس السبت كان ١١ سبتمبر بالنسبة للإسرائيليين وليس ٧ أكتوبر، بالتالي فإن اليوم الاثنين هو ١٣ سبتمبر وليس ٩ أكتوبر كما كان متوقعاً منه، أي أن راتب شهر أكتوبر لم يحتسب لي رغم أننا في منتصف الشهر نوفمبر تقريباً، بينما أجزم أن صاحب الشقة لن يسامحني بالآجار للفترة التي كنت نائماً فيها عندما تبدل التقويم، كما سأجد نفسي مضطراً لدفع فاتورتي كهرباء وإنترنت أو ستقطع عني الخدمة وأتشاجر مع المسؤولين فيقبض علي بتهمة الاعتداء على موظف حكومي وأتغيب عن عملي فيقرر أبو صطيف فصلي وحرماني من حقوقي العمالية.
وأنا هنا لا أناقش أهمية الموضوع بالنسبة لي، أبداً، على العكس، بل واجبي المهني تسليط الضوء على تداعياته للعالم بأسره؛ فمثلاً هل سنحتفل بعيد ميلاد الرئيس بشار الأسد مرتين من الآن فصاعداً؟ وأي ١١ سبتمبر هي التي ولد فيها فعلا؟ وهل سيكون القصف الإسرائيلي الرمضاني السنوي لغزة في موعده أم قبل شهر من الشهر الفضيل؟
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.