دراسة تكشف العلاقة بين ازدياد رغبتك بدخول الحمام واقتراب موعد اجتماعك في العمل
سهيل الأنّان - مراسل الحدود لشؤون نداء العمل
١٧ سبتمبر، ٢٠٢٣
احتضنت الطبيعة عبر التاريخ بني البشر بأجسادهم وفضلاتهم ونشادرهم، ليقضوا حاجاتهم بسلاسة متى ما أرادوا وأين ما أرادوا إلى أن قرروا إلقاء أنفسهم في حفرة العمل وبدأوا بالإنتاج وحضور الاجتماعات، ما أجبرهم على تنظيم نداءات الطبيعة بأماكن ضيقة محددة أثرّت على سلوكياتهم ونمط حياتهم كاملاً.
معهد الحدود لتلبية نداءات الطبيعة (م.ح.ت.ن.ط) درسَ هذه الظاهرة بعد تكرار دخول الزملاء مالك منصور وفتحي العترماني وآدم زئير إلى الحمام قبيل مواعيد الاجتماعات اليومية حتى وصلَ بهم الأمر في الآونة الأخيرة إلى بدء الاجتماع من هناك، ليتبين وجود علاقة متينة كتيمة بين ازدياد حاجة الموظف لدخول الحمام واقتراب موعد اجتماع العمل تتلخص بالأسباب الثلاثة التالية:
-
طفولة/مراهقة الحمام :
كشفت الدراسة وجود علاقة وثيقة بين طفولة/مراهقة الموظف وتوقيت دخوله إلى الحمام، إذ تبين أن ٧٣٪ من حالات الرغبة الملحة بقضاء الحاجة لدى الموظفين، ناجمة عن أفعال قسرية تعرضوا لها بطفولتهم كإجبارهم على دخول الحمام بوقت قياسي بعد استيقاظهم وتوضيب حقائبهم وتمشيط شعرهم وإفطارهم ومن ثم خلع ملابسهم مرة أخرى للتبول بسرعة ودقة بحفرة صغيرة قبل الذهاب إلى المدرسة، أما في مراهقتهم فكان يطلب منهم الخروج من الحمام بسرعة دون مراعاة احتياجاتهم والأخذ بعين الاعتبار زيادة كمية الفضلات بداخلهم بسبب نموهم وزيادة حجم وجباتهم، لترتبط ظاهرة دخولهم الحمام قبل الاجتماع بشخصياتهم بشكل مباشر عند تعرضهم لأي ضغط مهني أو التزام زمني مثل الاجتماعات.
-
المسافة نحو الاجتماع:
وجدت الدراسة أن العقد النفسية المرتبطة ببيئة العمل وما تسببه من انسكيور مضاعف للموظف تشكل حوافز رئيسية للأمعاء/ المثانة بالانقباض والتمدد والانقباض والتلخبط، لتصل هذه الحالة ذروتها حسب نوع الاجتماع المتجه نحوه، وطول المسافة بين مكتبه وقاعة الاجتماعات*، وتذكره خلالها لجدول أعمال الاجتماع وزملائه الذين سيقابلهم هناك ونكاتهم السمجة وأفكارهم التافهة التي ستنال حتماً إعجاب المدير، ما يزيد من حركة أمعائه حتى يفقد السيطرة على نفسه ويندفع نحو باب الحمام الذي يراه كملجأ آمن يستطيع فيه الحفاظ على روحه من فتك العمل.
*أثبتت الدراسات أن المسافة بين المكتب وقاعة الاجتماعات في مكان العمل، هي نفسها المسافة بين الجلوس على الكرسي وتشغيل اللاب توب لحضور الاجتماع في حالة العمل أونلاين، مع العلم أن الأمعاء تضطرب لصبح أسرع كلما كان الأجتماع مفاجئاً وضرورياً.
-
اللاوعي الجمعي:
أكدت الدراسة أن كافة العينات الإحصائية التي خضعت للتجربة والملاحظة والملاحقة، امتلكت ذات آلية التفكير اللاواعي وغير المقصود حيال توقعها أن بقية الزملاء سيكونون بالحمام أيضاً قبل بدء الاجتماع لذات الأسباب التي ذكُرت أعلاه، ما يتيح له للموظف نفسه أيضاً فرصة التأخر وإفراغ ما في بداخله على ألف مهل دون توقع أن يفتح المدير باب الحمام عليه لوحده.
توصيات معالجة الظاهرة:
معهد الحدود لتلبية نداءات الطبيعة (م.ح.ت.ن.ط) تواصل مع أخصائي سيكولوجيا الأمعاء الدقيقة والغليظة الدكتور ربحي أبو شرباح للوقوف على الظاهرة وتقديم حلول ومقترحات للموظفين الذين يعانون منها أو صرف أدوية إمساك شديدة الفعالية بحقهم.
أبو شرباح اعتبر الظاهرة اعتيادية لا تنطوي على خطورة ويمكن الاستفادة منها واحتوائها "لطالما كان مقعد الحمام بتصميمه المريح يتيح لنا الجلوس والتفكير واستنباط الأفكار الخلّاقة، ولذلك يتوجب علينا استثمار هذه البيئة الإبداعية وتحويلها إلى مكتب متكامل يحضر الموظف منه الاجتماع وإتاحة مقاعد إضافية بجانبه لدعوة بقية الزملاء للحضور وتحويل الإسهال المعوي إلى إسهال فكري مشترك".
واستبق أبو شرباح إمكانية فشل الاقتراح بسبب الاختناق أو التيفوئيد "إن واجه أرباب العمل والمشاريع الريادية هذه الحالة، يمكنهم إلغاء الحمام نهائياً والعودة بموظفيهم إلى فطرتهم الطبيعية كحيوانات برية؛ فالموظف حيوان هامستر يلّف طوال حياته بدائرة العمل، هل يمتلك الهامستر حماماً؟ دعوا الموظفين على سجيتهم يتابعون عملهم فيما يقضون حاجتهم على الكراسي وطاولات الاجتماعات".