الحكومة تبتلي المواطنين بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال لاختبار قوة إيمانهم بها
سهيل الأنّان - مراسل الحدود لشؤون الفقه الحكومي
٠٤ سبتمبر، ٢٠٢٣

بعد ابتلائها للمواطنين بشيء لا يكاد يذكر مقارنة بقدراتها في تخويف وتجويع وتفقير العباد والكفّار على حد سواء، كشفت الحكومة أن قراراتها جاءت لامتحان صبر مواطنيها وإيمانهم بقضاء الزعيم وقدره، والتأكد من عدم شركهم به مع أي فكر أو مبدأ أو توجّه من شأنه أن يودي بهم للضلال المبين وبالتالي دكّهم في الدرك الأسفل من جحيم المعتقلات أو ابتلائهم بنقص بالأنفس.
وقالت الحكومة إن ما يعيشه المواطن اليوم يميز الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض "إن قراراتنا موجهة لمعرفة الأنقياء الذين هم عن اللغو معرضون ولهيبة الدولة حافظون، والذين للضرائب دافعون، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، وبأفرع الأمن خالدون".
وبينت الحكومة أن لا مكان في البلاد للتكفيريين بها والمعارضين لشرعها "ويجب أن يتعظوا من الأقوام التي سبقتهم وهلكت جرّاء إعراضها عن حديثنا، ولهم في المعتقلين السياسيين والمفقودين والأموات عبرة، فنحن مَعَكُم نسمَعُ وَنرى وتصلنا التقارير اليومية عن من أغراه متاع الدنيا والسلطة والعرش فبدأ بالركض ورائها ونسي أن الآخرة خير وأبقى، فسنرسله إليها بلمح البصر ليتأكد".
وطالبت الحكومة جميع المواطنين الالتزام بالنصوص الدستورية والقانونية التي لا تقبل الشك أو التأويل "وأن يثقوا بالقائد الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف وحمى حدودكم باتفاقيات سلام ومعاهدات، وهكذا ستبقون بأحسن تقويم، دون ضرب أو سجنٍ أو تنكيل، خصوصاً أننا من وضعنا الدستور والقوانين وإنا لها لحافظون".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.