لبناني يزور السعودية لمشاهدة فيلم باربي
سهيل الأنّان - مراسل الحدود لشؤون الأمر بباربي والنهي عن كين
٢٤ أغسطس، ٢٠٢٣
أثناء تصفح المواطن اللبناني نجيب أبو السواعد الإنترنت قبيل انتهاء باقة الـ ٤ غيغابايت التي دفع نصف راتبه الشهري لشرائها، صادف عدة منشورات تتحدث عن نجاح الماسونية العالمية بالترويج للمثلية ونبذ الفحولة والولوج إلى عقول شبابنا من خلال أقدام مارغوت روبي في فيلم باربي، الأمر الذي دفعه إلى التهور والضغط على زر تحميل الفيلم معلناً نهاية باقته. لكن ذلك لم يُطفئ حماسه لمشاهدة الفيلم، فتوجّه إلى أقرب صالة سينما لحضوره ليتفاجأ بوزير الثقافة محمد وسام المرتضى في شباك التذاكر يخيّره بين شراء تذكرة حضور فيلم هم الغالبون أو حضور عرضٍ مسرحي مجاني تؤدّيه فرقة جنود الرب.
عاد نجيب أدراجه وشحن هاتفه بباقة ٢ غيغابايت بما تبقى من راتبه، لتزداد رغبته بمشاهدة الفيلم عندما قرأ أن الصالات السعودية ستعرض الفيلم بين إعلانات نيوم والمكعّب ورؤية ٢٠٣٠ "قررت استلاف ثلاثة رواتب والسفر إلى هناك لمشاهدة الفيلم واكتشاف أسباب منعه في لبنان وارتباطات هذا القرار الاستراتيجي بمحور المقاومة وحماية المجتمع والقضاء على إسرائيل، وكيف يرتبط عرضه في السعودية مع التقارب الخفي الذي يحصل بين المملكة وإسرائيل وبسط سيطرتها على المنطقة، كما أخبرني بائع التذاكر".
وتابع نجيب أن زيارته الأولى للسعودية لم تكن صعبة فهو يمتلك كل أدوات النجاة والبقاء على قيد الحياة دون التعرض للاعتقال "منذ اللحظة التي هبطت فيها طائرتي حرصت، كما تعوّدت، على أن لا أرفع نظري باتجاه أي مؤسسة عامة أو صورة للرموز الوطنية حتى لا أعتبر جاسوساً ينقل معلومات سرية، لكن عندما تلقّيت صفعة على وجهي من قبل حارس الأمن عندما قلت لبائعة التذاكر 'هاي باربي' بدلاً أن أسمع 'هاي كين' أدركت أنّ استهلاكي للمنتجات الثقافية والفنية هنا لا يعني قطعاً التصالح مع ما تحمله".
رحلة نجيب لم تحقق غايتها بحضور الفيلم بعد اكتشافه أن أقرب حجزٍ متاح لحضور الفيلم بعد شهرين ونصف بسبب امتلاء دور العرض بالسياح الكويتيين والإيرانيين "قررت العودة إلى لبنان وسحب قرض مالي كبير لسداد ديون رحلتي وشراء باقة إنترنت مفتوحة لتحميل الفيلم من موقع شاهد فور يو ومشاهدته بدقة تصوير الكاميرا المظلمة كي أحظى بالتجربة اللبنانية المتكاملة".