شاب يفكر خارج الصندوق يجد نفسه داخل الصندوق
أنور ابن أنور - مراسل الحدود لشؤون الأنا أفكر إذاً أنا موجود في مركز الشرطة
٢٠ أغسطس، ٢٠٢٣

وجد الشاب تحسين هراتي نفسه داخل مجموعة "أنا أفكر إذاً أنا موجود" الذي ضمّه إليها صديقه بهلول يفتح الله، وبعد عدة أيام من قراءة النقاشات التي تُثار فيها، لملم جرأته وطرح تساؤلاً عن حقيقة العمليات الانتخابية وتغيير الوجوه البرلمانية في ظل استمرار المشاكل نفسها، لتنهال عليه تعليقات "روؤوؤوعة" و"يسلم قلمك"، يقول تحسين: "لكن استوقفني تعليق غريب كتب صاحبه: افتح الباب… لم أفهم المقصود من التعليق، فوضعت له أضحكني وكتبت له لم أفهم تعليقك! فوضع لي أغضبني، وسمعت تكسيراً عند الباب. ما أذكره لاحقاً هو وجودي بجانب العجلة الاحتياطية وصندوق وقود وبقايا سندويشة فلافل على ما يبدو في صندوق سيارة أوبل، وسماع تهديداتٍ من كابينة السيارة بأن لا أرى في المستقبل سوى صندوق الاقتراع لتجديد البيعة مع القائد.
وأقسم تحسين بعد خروجه بالله العظيم أنه لن يعيد الكرّة ويفكر خارج الصندوق، أو داخل الصندوق، أو في أي مكانٍ آخر، مؤكداً أن الدماغ لا يجب أن تكون وظيفته التفكير، فهو ليس مركز الجهاز العصبي كما نعرف، لأن مركز الشرطة يُعتبر جهاز عصبي، وعصبي جداً، وهو المسؤول عن إعطاء الأوامر لجسد المواطن عن طريق شبكة اتصالات داخلية أبو ليثية.
وفي سياق متصل، تحدث خبير إعادة الأفكار من خارج الصندوق إلى داخله الضابط عبّود زعمط عن وجود عدة أنواع من الصناديق المتوفرة لتخزين المفكرين "تختلف أنواع الصناديق حسب نوع الفكرة وقدر ابتعادها عن الصندوق، فهناك من يتأدّب بوضعه داخل صندوق سيارة، وهناك بعض الأفكار المتعنّتة التي لا تقبل العودة إلا عند وضع صاحبها في صندوق خشبي مستطيل الشكل وحجمه ٥٠ × ٢٠٠ سم. ببساطة، هذه هي الحياة، قل لي بماذا تفكّر، أقل لك ما الصندوق الذي ستوضع فيه".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.