شركة تتوقف عن خصم أجور الموظفين المتأخرين بعد وضعهم تحت الإقامة الجبرية في مقرها
سهيل الأنّان - مراسل الحدود لشؤون العمل التعسفي
١٨ أغسطس، ٢٠٢٣

راعت شركة الحاج أبو فاضل وأولاده لإنتاج الكلسات والألبان والأجبان، عامل التضخم وارتفاع الأسعار وعدم قدرتها على رفع رواتب موظفيها منذ أن شبّ فاضل واكتشف هوايته بجمع السيارات القديمة، إذ توقفت عن خصم أجور الموظفين المتأخرين عن عملهم، واتخذت نهجاً تأديبياً آخر يخفف عنهم أعباء النقل ويرفع إنتاجيتهم بساعات عملٍ لا تتوقف من خلال وضعهم تحت الإقامة الجبرية في مقرها، وتعيين ضابط مخابرات متقاعد مُرخّص للإشراف على مناوباتهم.
وقال فاضل المدير المالي ومسؤول الموارد البشرية في الشركة إن الإجراء الإداري الأخير مكّن الشركة من حل عدة مشاكل كانت تؤرّق بعض الموظفين "اشتكى الموظفون من خصمنا لرواتبهم في كل مرة يتأخرون بها، وفقد بعضهم القدرة على دفع المال للشركة لتسديد عقوبات تأخرهم عن العمل بعد أن تجاوزت راتبهم الشهري، فقررنا وضعهم تحت الإقامة الجبرية للحفاظ على رواتبهم كاملة دون خصومات بما يمكنهم من الادخار لدفع تراكمات التأخر المترتبة عليهم خلال الأشهر الماضية".
وبيّن فاضل أن الشركة تحاول مواكبة علم الموارد البشرية المتطور باستمرار "وعليه وجدنا أن قرار الإقامة الجبرية الذي فرضناه على الموظفين كان بحاجة لقرار إضافي جريء بتعيين مشرفين وخبراء يقون الموظفين من التململ من العمل لـ 16 ساعة يومياً بأحدث الأدوات ذات الفولتاج العالي والمتوسط "فتحنا باب التوظيف أمام مجموعة من ضباط الأمن، وعينّا واحداً منهم استطاع لفت نظرنا بعد أن ضرب موظف الاستقبال وحطم مكتبه فور وصوله لأنه تبسّم في وجهه دون سبب وجيه، وبدأ باستجوابه عن سبب شربه للقهوة بفنجان كبير ومن ثم سحبه من شعره إلى غرفة الحاج أبو فاضل لفصله".
وأكد فاضل أن تكاليف الإقامة الجبرية من طعام وشراب للموظفين لن تؤثر على ميزانية الشركة وحجم إنفاقها، بل من الممكن أن تحقق أرباحاً إضافية لها "تعاونّا مع هيئة جمع الضرائب على إدراج تكاليف الإقامة الجبرية ضمن النسبة المقتطعة من رواتب الموظفين، كما سيفتح ذلك سوقاً جديداً لنا بعشرات الزبائن الذين يستطيعون شراء منتجاتنا دون احتساب أجور التوصيل، كما وسيشكّل فرصةً لتأجير كراسي المكتب للنوم بأسعار تتناسب إذا ما كانت ثابتة أو متحركة".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.