تغطية إخبارية، الحدود تسأل والحدود تجيب

من أي قطعة سما جاء لبنان؟ الحدود تسأل ومواطن لبناني ينـ** سمانا على هكذا سؤال

فتحي العترماني - مراسل الحدود من قعر جهنم

Loading...
صورة من أي قطعة سما جاء لبنان؟ الحدود تسأل ومواطن لبناني ينـ** سمانا على هكذا سؤال

بينما كنت على السطح أقضي ليلة سمر صيفية، حيث نسيم عاليه العليل الذي لا تتجاوز حرارته الـ ٣٨ درجة يداعب ما تبقّي من شعري وأحنّ إلى أيام الزمن الجميل حيث كانت أكبر مشاكلي صاروخٌ سوري أو دبابة إسرائيلية أو غازي كنعان، قطع وديع الصافي سلسلة ذكرياتي وراح يصدح "لبنان يا قطعة سما عالأرض تاني ما إلا"، لأشكر الله على الجزء الأخير، وأتساءل عن السرّ الذي احتفظ به وديع الصافي لنفسه ويبقى طيّ الكتمان لعقود؛ عن قطعة السماء تلك التي نزل منها لبنان، ما هي تحديداً؟ ومن اقتطعها؟ ولماذا لم تُترك هناك؟!

قطعت خلوتي، وقررت تقصّي الإجابة من الناس، فنزلت فوراً إلى الشارع لأصادف عنصرين مسلّحين يمنعان التجوّل ليلاً ويخيّراني بين العودة إلى منزلي أو عودة روحي إلى بارئها، وبما أنني أكتب هذه الكلمات الآن، فمن الواضح أنني اتخذت قراراً حكيماً.

بحلول الصباح، شددتُ رحالي إلى شوارع بيروت المُفعمة بالحياة وعناصر الميليشيات المتنكرين باللباس المدني، واستطلعت المواطنين في الشوارع والمحال والمراكز البحثية عن مصدر قطعة السماء التي أتى لبنانهم الحبيب منها، ليباغتني أحدهم بإجابةٍ على أنفي لم أكن أتوقعها. لا أذكر ماذا جرى بعد ذلك، لكنني متأكد أنني سمعت شيئاً عن نساء عائلتي وسمائي وآلهتي، وها أنا أكتب لكم ما أتذكره من إجاباتٍ أخرى وأنا في العناية المركّزة.

من مركز مجرة درب التبانة

يرى خبراء لبنانيون أن لبنان يتشارك عدداً من الخصائص التي ترجّح أن قطعة السماء الآتي منها هي في الواقع مجرد ثقبٍ أسود، إذ يمتاز البلد بكتلة هائلة منهارة على ذاتها من المشاكل تجذب كافة مصائب المنطقة ولا يمكن حتى لفوتونات الضوء الحركة ضمن أراضيه أو الاقتراب من حدوده.

من النجوم

يتفق آخرون مع النظرية السابقة على أن أصل لبنان السمائي نجم، لكنهم يرون أنه لم يمت بعد، بل هو على الطريق لذلك. إذ إنّ وجود ديانتين رئيسيتين وعشرات الطوائف الأصغر تتفاعل مع بعضها باستمرار دون توقّف منتجة حرارةً هائلة وجوّاً مشحوناً طوال الوقت كامتدادٍ أرضي لاحتراق الهيدروجين والهيليوم إلى جانب الكربون والنيون والحديد والأوكسجين في الشمس، ونترات الأمونيا الأرضية، وكلاهما يتمتّعان بسطحٍ غير قابل للحياة.

من كون وديع الصافي الموازي

ذهب البعض إلى ما هو أبعد من ذلك، ورجّحوا أن وديع الصافي كان باحثاً في علوم الفيزياء الكونية ومن أوائل المنظّرين لفكرة الأكوان المتوازية؛ التي تنصّ على وجود كونٍ آخر مطابق لكوننا لكن بقوانين معاكسة، معتبرين أن ما قصده صوت لبنان هو قطعة من السماء حرفياً، وفعلاً لا يوجد لها مثيل على الأرض، بل مجرد نظيرٍ أرضي معاكس حرّمه الله على الطامعين وحلّله على الخاشعين، واسمه كُفريّة على شفاه ذاكريه،  بل مجرد انعكاس أرضي حرام على المحبين حلال للطامعين واسمه شتيمة كفر على شفاه المواطنين.

شعورك تجاه المقال؟