موجة حرّ تقرر أنه نعم هذه هي المنطقة المناسبة تماماً للاستقرار فوقها ولعن سماها
سهيل الأنّان - مراسل الحدود لشؤون نار الله الموقدة
١٢ أغسطس، ٢٠٢٣
بعد بحثها مطولاً عن مكان تخيّم فيه لإذابة لحم سكانه وبزر دماغهم، قررت موجة الحرّ سعادة الأستاذة القبّة الحرارية أنه نعم هذه هي المنطقة المناسبة تماماً للاستقرار فوقها ولعن سمائها والتخليص على سكانها، خصوصاً لما تحمله هذه المنطقة من مقومات لتحويل بيوت السكان لأفران في ظل انعدام الكهرباء والمياه الباردة، بالإضافة لتقبّل سكانها فكرة التعايش مع الجحيم في كل الأوقات والفصول.
وبيّن الزميل مالك منصور نائب مدير معهد الحدود للأرصاد الجوية والمناخ السياسي -الذي يعمل بالمعهد كدوام إضافي لتعويض إجازاته- أن موجة الحر هذه ستمر بمرحلتين، تبدأ الأولى بالاستقرار وفرد أمتعتها من قيظ ورطوبة وغبار وأمطار طينية، وتأتي بعدها المرحلة الثانية "حين تقرر الرحيل بعد اكتشافها أن وجودها لم يشكّل هذا الفارق البارز الذي توقعته، وأنها ليست أوّل قبّة تعرّش فوقنا، فهنالك القبة الحديدية وقباب قصور القادة والمسؤولين، وعدد من قبات الهاي نِك التي تحيط بأعناقنا مثل الأجهزة الأمنية وقوانين صهر حرية التعبير".
وأشار مالك إلى أن المعهد يعدّ دراسة حول علاقة موجة الحر الحالية مع الموجات الأخرى التي يمر بها العالم العربي "وسندرس أسباب ظهور موجة الحر هذه سنوياً وعدم مقدرة الحكومات على مكافحتها، بالرغم من نجاحها في التخلص من موجات الربيع العربي والسيطرة على التقلبات السياسية التي تظهر وتختفي كل بضعة أيام".