ورثة يتبرعون بتركة والدهم للأوقاف لتجنّب المرمطة بالمحاكم
مالك منصور - مراسل الحدود لشؤون لا ميراث أنفع من الأدب
٠٣ أغسطس، ٢٠٢٣
قرر ورثة المرحوم الحاج أبو توفيق قرونجي التنازل عن ميراث أبيهم لوجه الله تعالى وإلحاقه بوقف مسجد القرية، وذلك بعد تبدّد أحلامهم بعيش بحبوحة مالية في أروقة المحاكم التي قضوا فيها زهاء عقدٍ من الزمن شهد وفاة اثنين منهم حتى الآن وبدء نزاع أولادهم على تركتهم.
وكان الحاج أبو توفيق الذي انتقل إلى رحمة ربه سنة ٢٠١٣، قد ترك لأولاده الخمسة قطعة أرض بمساحة ١٠٠ متر مربع إلى جانب سيارة فولكس فاغن (السلحفاة موديل ١٩٦٧)، لتدخل العائلة في دوامة من الخلافات والخصومات استمرت أربعة أعوام، تدّخل لحسمها الأقارب ووجهاء الخير، قبل الانتقال إلى إجراءات المحكمة، ليتبين لهم أن جلسات المحكمة ستتحول إلى إرث عائلي سيتناقله أولادهم وأولاد أولادهم.
وبعد قراءة الفاتحة والترحم على روح الحاج أبو توفيق، قال السيد توفيق قرونجي إن قرار منح الأرض للأوقاف تم بالاتفاق مع أخوته تنفيذاً لوصية المرحوم الذي جمعهم على فراش الموت "بعدما طلب منا رحمه الله جمع أعواد الحطب وتكسيرها منفردة ثم محاولة تكسيرها مجتمعة لنأخذ العبرة، أوصانا ببعضنا خيراً، لذا قررنا التنازل عن هذه الورثة، لتضاف إلى حسناته وتدعوا الناس له بالرحمة والمغفرة على تخاذله وعدم تركه عدة عقارات تستحق عناء الخلاف عليها وتقسيمها فيما بيننا".
من جانبه، أثنى محامي العائلة على قرار ورثة المرحوم حيث ارتاحوا من مسيرة طويلة ومعقدة في المحاكم، وتهديد بخسارة ما بنوه وجمعوه من كدهم وتعبهم على مصاريف معاملة حصر الإرث وضرائبها قبل انتقالها إلى ذمتهم المالية، طالباً منهم الاستعداد لمراجعة المحكمة للتنازل لصالح مديرية الأوقاف وتجهيز انفسهم لإجراءات معاملة الهبة التي لن تستمر أكثر من بضع سنوات، أو منحه الأرض بدلاً عن أتعابه.