تغطية إخبارية، دليل الحدود

دليل الحدود لنشر محتوى في الأردن دون التعرض للغرامة والسجن والصلب وقطع الأيدي والأرجل من خلاف ودخول جهنم وبئس المصير

Loading...
صورة دليل الحدود لنشر محتوى في الأردن دون التعرض للغرامة والسجن والصلب وقطع الأيدي والأرجل من خلاف ودخول جهنم وبئس المصير

أقرّ الأردن قانون جرائم إلكترونية يأخذ العقل وصاحبه للسجن، ويشلّحه أمواله ويلعن عرضه ويبهدل عائلته من الجد السابع إلى ولد الولد -كما يقال- من باب حرص الحكومة على ممارسة دورها كأب وأخ وجد وعم وخال لكل مواطن، وتربية الشعب لتباهي الأمم العربية يوم القيامة بتهذيبه وحُسن سيرته وسلوكه وعدم تفكيره أو تعبيره أو تصريحه بمشاعر وآراء لا تتناسب مع عادات وتقاليد مزاج الأنظمة العربية.

ولأن الحدود محجوبة في الأردن ولا يمكن لأبي الليث مطالعتها -ما لم يخالف قانون الجرائم الإلكترونية ويستخدم برنامج في بي إن أو متصفح تور عزيزي القارئ- ارأتينا مساعدتكم بهذا الدليل الذي يجمع خلاصة خبرات الفريق في التعامل مع قوانين مكافحة الحريات في الإمارات والسعودية ومصر وسوريا والعراق وغيرها من الدول الرائدة في سن ووضع القوانين في مؤخراتنا، لتجنّب نشر محتوى يودي بك إلى التهلكة:

امتنع عن اغتيال الشخصيات:

المشرع الأردني مثقف أديب وشاعر تفعيلة ينحدر من نسل عرار، وعمر الرزاز الذي وقف على أطلال الاقتصاد وألقى معلقته "كل مر سيمرّ" و "دعوني مع الثلّة المنشقة" وكذلك المخضرم بشر الخصاونة القائل "أجمل الأيام تلك التي لم تأت بعد" لذا، حين أتى بقانون جديد، كان حريصاً على توصيف الجرائم بصياغة أدبية رقيقة ليست ذات سند قانوني، خصوصاً وأن اغتيال مسؤول لا يتطلّب أكثر من جرح مشاعره بكلمة تنتقده أو تتهمه بالتقصير رغم عدم قيامه بأي عمل لتدّعي حضرتك ذلك، أو الخوض في ثروته ومن أين له هذا القصر وتلك المايباخ مع أن راتبه لا يتجاوز ٥٠٠٠ دولار، أو اتهامه باللصوصية لمجرّد إضاعته فرصة استثمارية كبيرة على الدولة لعدم حصوله على عمولة، فهذا كله اغتيال شخصيات وذم وقدح وتحقير وطعن في الظهر يا عرص وستعاقب عليه بوضع ١٤ طلقة بالرأس كما أوصى الإعلامي والشاعر محمد الوكيل في ٢٠١٢.

النيل من الوحدة الوطنية:

كما نعلم، الأردن وظيفة بدوام كامل لمجموعة من المتربصين الذين يتربصون به، والمتآمرين الذين يتآمرون عليه والمخططين الذين يخططون، وكل تاريخه وشعبه وجباله وسهوله وسقف سيله لا يصمدون ثانية أمام منشور على فيسبوك ينتقد أداء فريق أو فكر جهة أو تصرّف قبيلة أو موقف حزب أو دعوة تيار أو نظافة حارة أو شكل عمارة أو ديكور طابق ثالث من المبنى المقابل، وكلمة تقود جملة تتبعها صفعة ثم لكمة ثم هوووب، يبدأ إطلاق النار وندخل في حرب أهلية وقتال شوارع بسبب انشغالك بالتعبير عن رأيك بدلاً عن الانشغال بصور حمّودة ووصفات أم نعيم وإضاءة الليزر التي يركبّها محلّ الربيع لزينة السيارات الذي يعزز الوحدة الوطنية بجمعه سائقي الأردن من شتى الأصول والمنابت والطبقات. 

كل ما ينطوي على شيء لا أعرف ما هو تحديداً لكنه يثير الرّيبة:

ليس بالضرورة أن تكون جريمتك واضحة وتتعارض مع القانون، فهناك متحذلقون يكتبون بطريقة التفافية بحيث لا يسمّون الأشياء بمسمّياتها، مثل كتابة منشور يقول "الأردن بحاجة لتشجيع الاستثمار في قطاع التكنولوجيا"، لا يا حبيبي، هآوآآآو! فكلامك ينطوي على تلميح بأن الأردن محتاج لا سمح الله، أو أنه لا يشجع، وأنه لا يستثمر، وبالتالي فأنت إما من المتربصين أو المتآمرين أو المخططين، أو أنك تريد اغتيال شخصية ما وتلمّح حولها، أي أنك مجرم ابن مجرم. لذلك لا بشكل عام، ولا تهرف بما تعرف ولا تحاول قول ما لم يطلب منك أحد قوله ولا تبسط يدك في الإعجاب بمنشورات الإعلام المستقل، ولا تغللها إلى عنقك عن صفحة محبي المخابرات الأردنية.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.