قصة نجاح: عائلة تعيد تعريف عمالة الأطفال بطريقة كوول
سهيل الأنّان - مراسل الحدود لشؤون عمالة ما بعد الحداثة
٢٨ يوليو، ٢٠٢٣

في عالمٍ طغت عليه التكنولوجيا وسيطرت على معظم مجالاته التي كانت حكراً على البشر، تمكنت عائلة أبو المنابل من حفر اسمها في سجلات النجاح بإعادة تعريف وصياغة مفاهيم اقتصادية قديمة كعمالة الأطفال، وتطويرها بطريقة كوول أوبن مايند لتناسب قوانين الحداثة السائلة ومتطلبات سوق العمل الحديث، بالاستثمار بسماجته و قدراته بمصّ إصبعه والبصق على عمّه والتبوّل على السجاد متى أراد وأينما شاء.
لم تقف الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم عائقاً أمام عائلة أبو المنابل، بل دفعتهم للتفكير خارج الصندوق وتحطيمه ووضع مشاريعهم الاقتصادية الرياديّة فوقه على هيئة حمّودة صغير، يقول أبو حمّودة "قررنا إنجاب حمّودة وجود أبو المنابل بتقنية الأنابيب ليشكلا معاً توأمين مرحين يمارسان طفولتهما البريئة كبيزنس، ويعود علينا بالمال مع كلّ طبق يكسرانه وألوان يصبغان الجدار بها ومخاط يمسحانه بقميصي، بحيث أصبح هذا الاستثمار مع الوقت يمثل فخر صناعة وإنتاج فحول آل المنابل وشركاهم".
عائلة أبو المنابل لم تنتظر ولادة توأميها جود وحمّودة كي تدخلهما سوق العمل، بل بادرت بالتأسيس للمشروع منذ تأكيد الحمل، تقول المدام تماضر "منذ اللحظة التي علمنا بها أن الأنبوب نجح، بدأنا بتأسيس حسابات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ونشرنا عليها صور الثياب التي اشتريناها وصور الإيكو وتحاليل الحمل التي حققت مشاهدات كثيرة، وجلبنا من أرباحها مايك وكاميرا جديدة، وجهزنا غرفة أطفال مع غرين سكرين وعازل للصوت وألعاب للتكسير".
وشدّدت عائلة أبو المنابل على التزامها بقيم ومبادئ حقوق الطفل ورفضها المطلق لعمالة الأطفال التقليدية، مؤكدةً إيمانها بضرورة تحمل كل فرد من العائلة لمسؤوليته "لم نحرم طفلينا من حقوقهما أبداً، بل ساعدناهما على البر بالوالدين وتقدير عنائنا بتغيير حفاضاتهما وربط أحذيتهما، والاهتمام بمظهرهما ليبقيا لائقين أمام الكاميرا دون أن يشعرا بالتعب والإرهاق والاحتراق النفسي المصاحب لأنواع العمل المعتادة".
طموح عائلة أبو المنابل كبير جداً، إذ تسعى العائلة لتطوير المشروع وجعله استثماراً حقيقياً "قررنا إنجاب مجموعة أطفال آخرين يساعدون بعضهم البعض ويدعمون خط الإنتاج، كما سنوقع عقد احتكاري معهم قبل بلوغهم الـ٥ من العمر لضمان استمرارية شركتنا لأجيال".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.