لايف ستايل، خبر

بدلة رسمية تُجبر صاحبها على ترك بقشيش في المطعم

سهيل الأنّان - مراسل الحدود لشؤون الأناقة كنز لا يفنى

Loading...
صورة بدلة رسمية تُجبر صاحبها على ترك بقشيش في المطعم

أجبرت بدلة رسمية سوداء مكوية على البخار ٧ مرات متتالية حتى أصبحت أكمامها أحد من السيف، أجبرت صاحبها الشاب مفيد قطرونز على ترك بقشيش سخي في المطعم، بعد انتهائه من شرب فنجان قهوة، والذي اضطر لطلبه بعد ساعتين من انتظار صديقه الذي لم يأتِ.

وتحدث مفيد عن تجربته الأولى بارتداء البدلة الرسمية التي استعارها من ابن عمه "منذ رفعت سحاب البنطال، ارتفع رأسي تلقائياً، وأصبحت نبرة صوتي ثابتة وجافة، وعندما دخلت المطعم التفت جميع الزبائن إليّ كأنني بطل فيلم ماتريكس أو دون كورليوني من فيلم العرّاب".

وأكد مفيد أنه بقي طيلة فترة جلوسه يبادل الناس من حوله نظرات متعالية حرصاً على اتيكيت ارتداء البدلات الرسمية " جلست دون أن أفك زراً من أزرار سترتي، وطلبت فنجاناً من القهوة السادة رغم أنني أشربها عادةً بسكر، وبقيت الأمور تحت السيطرة حتى أتى النادل بالفاتورة مرفقاً إياها بتلك النظرة الحقيرة التي تنتظر بقشيشاً مضاعفاً لمجرد أنني جنتلمان برجوازي يرتدي ربطة عنق".

ولعن مفيد أبو الساعة التي ارتدى فيها بدلةً رسميةً "بسبب قطعة القماش اللماعة التافهة اضطررت لركوب تاكسي بدلاً من الحافلة ثم اضطررت للصمت وعدم التفوه بكلمة عن قيمة الفاتورة غير المنطقية ودفع بقشيش يعادل ٨٠ بالمئة من قيمتها عدا ضريبة القيمة المضافة، آهٍ وألف آه لو أنني ارتديت بنطال جينز الشارلستون وتيشرت الأديباس لتمنكت من التصرف على سجيتي ولكنت على الأقل سرقت منفضة السجائر التي أعجبتني من على الطاولة".

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.