لايف ستايل، تقرير

قصة نجاح: شاب يجني أرباح متابعته لصفحة نكت على فيسبوك في ٢٠٠٨ بأداء منشوراتها على المسرح

مالك كلمنجي منصور - مراسل الحدود لشؤون الإضحاك القسري

Loading...
صورة قصة نجاح: شاب يجني أرباح متابعته لصفحة نكت على فيسبوك في ٢٠٠٨ بأداء منشوراتها على المسرح

لم يعد شيئاً كسابقه، والنكتة بعد نجيب ليست كما قبله. انقلبت صناعة الكوميديا ومعها أمعاء جمهور مسرح "الفن التاسع" رأساً على عقب بعد إحياء الشاب نجيب دغمقة أولى عروضه الكوميدية، ليتوّج بذلك مسيرته الطويلة في البحث لتطوير المجال وإعادة صياغة النكات المميزة التي استوحاها من صفحة "نهفات الحشاشين" على موقع فيسبوك عام ٢٠٠٨.

واستذكر نجيب أيام الضحك والنهفات الحقيقية التي كانت على تلك الصفحة، إذ سعى في عرضه إلى تذكير الجمهور بها وإعادتها على مسامعهم بسبب نتائجها المضمونة التي عاشها بنفسه وضحك عليها حتى وقع الأرض كلما أعاد قراءتها أو سماعها، لكنه أشار إلى أن الكوميديا، كما الحياة، بتطور مستمر "بالطبع لم أقف عند فكاهة تلك الصفحة، إنما سعيتُ دائماً لتنويع النكات في عرضي موظفاً معرفتي بسيكولوجيا الجماهير وإضحاكهم بطرق مبتكرة، مثل تقليد سلوكيات المثليين وشرح وظائف المؤخرات وما يخرج منها وإلقاء نكات القضبان الذكرية المتطايرة التي لم يسبقني إليها سوى أحد أسلافي في أحد كهوف إنجلترا منذ ١٨٠٠ عام".

وركز نجيب على ضرورة بناء رابطة عاطفية مع الجماهير تُشعرهم بالارتباط شخصياً مع نُكتتك وشخصياتها "هناك ثلاثة عوامل رئيسية تجعل الكوميديان ناجحاً، أصلياً وجريئاً: حزام الأب، شحاطة الأم واستخدام البطاقة الرابحة التي تصيب الجمهور بمقتل المتمثلة بسرد طريقة تناولك الطعام وكيف يؤدي ذلك إلى تدوير بطنك".

وأكد نجيب أن خفة الدم موهبة لا تمنح لكافة الأشخاص، لكن إذا ما حبي بها الشخص فعليه تنميتها وصقلها لتنال استحسان الآخرين من حوله "باعتباره ملهمي الأول في الكوميديا، كنتُ أتوق لسماع النكت من زوج عمتي أبو طلال واحفظها عن ظهر قلب إلا أنها كانت طرائفاً للكبار، فلم أنل التشجيع والدعم الكافي من أصدقائي في المدرسة، سوى حسان الذي انقلب على ظهره في الصف الرابع عندما قلت له إنه غليظ مثل الطيز، فألهمني لمتابعة طريق الكوميديا والهزل إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه وصرت أكرر ذلك التشبيه في كافة عروضي كتعبير عن امتناني له".

ولم تستطع الحدود الوصول إلى جمهور العرض الذين سارعوا إلى المغادرة قبل انتهاء العرض لمعرفة آرائهم بالعرض وملاحظاتهم عليه، وهو ما اعتبره نجيب دليلاً على رأيهم الإيجابي "حيث سارعوا لدخول الحمام جراء نوبات الضحك الهستيرية التي انتابتهم، خصيصاً عقب النكتة التي ألقيتها عن الهنود الذين تبنوا فتاة صغيرة من الشارع ليفاجئوا لاحقاً أنها أمهم والتي شهدت خروج نصف الحضور على الفور".

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.