منذ شبابه، أولى مارك زوكربيرغ اهتماماً بالغاً في تمكين البشر من التواصل مع بعضهم ، حيث أطلق خلال دراسته في هارڤارد موقعاً يمكن الطلاب من عرض صور طلابٍ آخرين والتصويت على أيهم الأكثر جاذبية، وهو ما تطور لاحقاً بعد أن خطرت بباله فكرة موقع تواصل اجتماعي عندما قالها له أحد أصدقائه آنذاك، ليبني موقع فيسبوك.

لم يكن موقع فيسبوك ما هو عليه الآن لولا حنكة مارك في إدارة الأعمال، فهو من روّاد توظيف أساليب العصف الذهني للعثور على منصة أخرى يسرق مزاياها الأساسية ويدمجها في فيسبوك، كما أنَّ فلسفة " "التحرك بسرعة وكسر الأشياء بطريقك" كانت عاملاً أساسياً لانفجار الموقع، على حساب كسره بعض العرقيات في ميانمار وأدمغة ملايين المراهقين وعدد بسيط من الأنظمة الديمقراطية حول العالم.

إلا أن تاريخ مارك لا يخلو من عثرات وقصص فشل، إذ أثّر فوات قطار السيطرة على سوق الهواتف الذكية عليه، ليقطع على نفسه عهداً بعدم تكرار الخطأ ذاته أبداً، فراح يركب أي موجة تقنية يتحدث عنها الناس من خلال مواقعه، ليؤكد أنها هي مستقبل الإنترنت و"النيكست بيغ ثينغ" قطعاً، من العملات الرقمية إلى العوالم الافتراضية، فيرمي فيها مليارات الدولارات ويوظف الآلاف، قبل تسريحهم بحثاً عن آلاف غيرهم بخبراتٍ يمكن استغلالها لبناء أي "نيكست بيغ ثينغ" جديد.