صالة بلايستيشن وثلاثة مشاريع أخرى لن تبصر النور ونرجوك التوقف عن طرحها على أصدقائك في كل سهرة
خميس العتة - مراسل الحدود الذي لعن الله الساعة التي وافق فيها على الخروج بصحبتك
١٠ يوليو، ٢٠٢٣
توقف.. شششششش… يكفي، أرجوك.
نعرف أنّك ريادي وطموح وعبقري وأنك ذكي لكنك لم تدرس وفقط ينقصك أن تُمنح فرصة، لكن كن واقعياً للحظة، فبغض النظر عن أفكارك - التي يعرف كلانا حقيقتها وفرص نجاحها - مشاريعك هذه لن تتخطى كونها خيالاً يراودك وأنت في طريقك إلى المنزل مساء كل يوم؛ فهي تحتاج رأس مال في المقام الأول، وأنت لا تملك مالاً ولا علماً ولا خبرة، وبالكاد تملك رأساً لإنجاح أي مشروع، ولا يقدر والداك على منحك ٢٥٠ ألف دولار لتصبح بيزوس، ولست شقيق بيل غيتس لتتواصل والدتك مع مدراء آي بي ليستثمروا في صالة البلايستيشن ويقدموا لك حواسيب غيمينغ مجانية.
أتمنى أن تكون هذه المرة الأخيرة التي نضطر فيها لنقاش أفكارك الريادية، ولنترك الموضوع بسلام، سأسايرك وأفند أهم ٤ أفكار صدَّعت رأسي بها، على أمل فتحك أي موضوع آخر، عن الجو، أو وجبة غدائك اليوم، أو حتى كم أن مديرك حمار لا يفقه شيئاً، بإمكانك حتى أن تشكو لي سوء معاملة زملائك للمرة المليون، أي شيء آخر غير المشاريع، أرجوك.
صالات بلايستيشن
كيف تملك الجرأة على اقتراح هذه الأفكار على أصدقائك رغم فشلك المتكرر في تنظيم حتى ليلة فيفا واحدة معهم؟ وحتى عند تمكنك من توفير التلفاز والمولدات، أتيت بيد تحكم قديمة ومتآكلة ونسيت شحنها لتستعملها كحجة لخسارتك.
إن مجرَّد تفكيرك بهذا المشروع هو دليل دامغ بحد ذاته على جهلك الاقتصادي وافتقارك لأساسيات التفكير الناقد. هل سمعت بمبدأ العرض والطلب؟ يا سلام عليك، هل ترى أنه من المنطق افتتاح صالة بلايستيشن أخرى إلى جانب الصالات الخمس الموجودة الآن في حارتك؟ خصوصاً وأنّهم جميعاً يتنافسون على جذب حمودة وأصدقائه نفسهم؟
فود ترك
الـ"ترك" هنا تعني شاحنة صغيرة، والشاحنات تحتاج إلى طرق وشوارع تسير فيها. هل وضعت تزفيت المدينة بأكملها ضمن رأس المال المطلوب؟ أم أنّك جاهز لتحمّل تكاليف إعادة ملء علب المايونيز والكاتشاب التي ستُسكب في كل مكان جرّاء تنقلك في الطرق الوعرة بين الأحياء لتتفادى الشرطة التي يطردك عناصرها من مناطق نفوذهم رغم تقديمك شطائر مجانية لهم؟
فكرة "آب"
لقد تأخرت عشر سنوات فقط عن هذه الفكرة الخلاقة. ما هو هذا التطبيق يا حبيب والدتك؟ هل هو تطبيق تاكسي جديد نكتشف بعد الحديث عنه لدقيقتين أنه نسخة أخرى من كريم المنسوخ من أوبر؟ إنَّ سنوات رمي المستثمرين أموالهم على أي أحد يقول "آب" ثلاث مرات في الدقيقة انتهت، إذ صرفوا أموالهم على البلوكتشين ثم الميتاڤيرس والآن هم مشغولون بالذكاء الاصطناعي، إن أردت جلب أموالهم آخبرهم أنَّ تطبيق حجورات المطاعم الذي ترغب بتطويره يوظف أحدث تقنيات "الماشين ليرنينق" ليوفق بين الطاولات والزبون المناسب مثلاً. بكل الأحوال، أنا لست صاحب رؤوس أموال، اعثر عليهم وتحدث إليهم، أما أنا فالرأس الوحيد الذي أملكه هو رأس الأرجيلة هذا، والذي سأرميه عليك إن لم تتوقف عن الكلام.
مطعم برغر/شاورما
لعل فكرة مطعم من هذه النوعية هي الأقرب للواقع، وذلك لأنَّ هذه المطاعم تعمل لمدة سنة أو اثنتين على الأكثر قبل فشلها وبيع أصحابها عدة المطبخ بنصف السعر للأبله التالي الذي يفكر بفتح مطعم. أنصحك بتطبيق هذه الفكرة بكل صدق، خصوصاً إن اخترت موقعاً قريباً من منزلي. كما أؤكد لك أنّه لا علاقة لحضوري يوم الافتتاح للحصول على وجبة مجانية وتناولي الطعام بخصومات الأصدقاء لبضعة أشهر قبل فشل مطعمك المحتوم بتقديمي هذه النصيحة أبداً.