خريطة جنين
عدد السكان:
رابة ٤٠٠ ألف نسمة. كان من الممكن أن يكونوا أكثر عدداً لولا كثرة حوادث السير مع المدرعات والطائرات الإسرائيلية
اللغة:
يستخدم المواطنون العربية في الحياة العادية، إضافة لاستعمال لغة المقاومة للتفاهم مع الإسرائيليين
جنين
مدينة فلسطينية شريرة تقع على بعد ٤١ كم من مدينة نابلس المزعجة. وعلى عكس المدن الحضارية التي تشتهر بأبراجها ومناطق الترفيه والتجارة، تشتهر جنين بمخيّم للاجئين، الذي بدوره، على عكس المتعارف عليه برمي اللاجئين في مناطق نائية عن المدن، تقبع المدينة داخل المخيم، القائم على أرض فلسطين التاريخية وفلسطين الأمم المتحدة وفلسطين أوسلو وحتى فلسطين أبو مازن.
عن جنين
جنين في التاريخ:
أنشأها الكنعانيون باسم "عين جانيم" وتعني نبع الجنان. لكنها -وفقاً لتقييم المستثمرين والسياح عبر التاريخ- لم تأخذ من اسمها أي نصيب.



من الصعب حصر ما ارتكبته جنين من توحش وهمجيّة تجاه الآخر، لكننا نذكر قيادة عز الدين القسّام عام ١٩٣٥ لقوة مسلّحة ضد الانتداب البريطاني (انتداب محترم وليس احتلالاً عزيزي القارئ)، ونذكر أيضاً اشتراك سكان المدينة في إضراب إرهابي عام ١٩٣٦، لعن الإنجليز على إثره الساعة التي فكروا فيها بإعمار هذه المدينة الجاحدة وقرروا هجرها وعدم الاستثمار فيها بعد ذلك.



ولا يغيب عنا عام ١٩٤٨، حين حاول بعض الناشطين من جمعية الهاغانا الخيرية الإقامة في جنين بهدف تطويرها، لكنهم تعرضوا لأبشع أنواع العنف من قبل أهلها بمؤازرة مسلحين عراقيين لم يُعرف أي سبب لوجودهم هناك.



وفي عام ١٩٦٧ نجح الإسرائيليون بالسيطرة عليها مع سائر مدن الضفة الغربية، وباشروا بأعمال تطويرها قبل تسليمها للسلطة الوطنية الفلسطينية عام ١٩٩٥، والواقع أن الوضع لم يتغيّر ولم يكن هنالك من داعٍ لذكر هذين التاريخين بشكل منفصل.
المخيم:
يسكنه مواطنون شرسون بوئام مع مجموعة من عرين الأسود؛ وعرف باسم "جنين-غراد"، ويعتبر أهم معالم المدينة وأكثرها شهرة على مستوى العالم، خصوصاً بعد احتلاله المشهد السياسي والإعلامي عام ٢٠٠٢ عقب المجازر المروّعة التي ارتكبها سكانه وعلى رأسهم "أبو جندل" بحق الإسرائيليين الذين كانوا يستعدون إلى دخول المخيم وأخذ قياساته بهدف طلائه وتركيب ديكورات جديدة للسكان.





تسبب ذلك بخيبة أمل لرئيس الوزراء الاسرائيلي حينها، ثور السلام الهائج آرييل شارون، ودفعه مرغماً على إرسال برقيات عتب إلى أحياء المخيم عبر الدبابات والمدافع الثقيلة ومروحيات أباتشي وطائرات إف-١٦.
جنين في العقود الثلاثة الأخيرة:
عام ١٩٩٣ وافق مختار شعب الله المختار إسحق رابين على منح مختار مخاتير السلطة الفلسطينية الرئيس الراحل ياسر عرفات لقب رئيس دولة على بضع مناطق فازت بها إسرائيل في لعبة Red Alert على الجيوش العربية مجتمعة.



وكانت جنين إحدى هذه المناطق التي حالفها الحظ بالانتقال من الحكم الإسرائيلي المباشر إلى الحكم الإسرائيلي من خلال التنسيق الأمني مع السلطة، حيث عمّ السلام وازدهرت التجارة والزراعة وعاش الشعب في رفاهية مطلقة كما تذكر مصادر لم يتسنّ لنا الإطلاع على أي منها.



لم تدم الفرحة إلا بضع سنوات، قبل أن يمنع مجموعة من الفلسطينيين العنصريين الكارهين للآخر شارون من زيارة الأقصى عام ٢٠٠٠، وأطلقوا موجة عنف جديدة لم تتأخر جنين عن ركوبها بطبيعة الحال.



هذه التصرفات الرعناء دفعت الرئيس الفلسطيني المناضل الجديد محمود أبو مازن عباس لاتخاذ إجراءات صارمة، أهمها تعزيز وتعميق وترسيخ وتقديس التنسيق الأمني، وتضييق الخناق على جنين تحديداً بحيث يحدها من الغرب الجدار العازل ومن الشرق الجدار الأبو مازن، بهدف منع تسلل الشرّ منها.



لغاية اللحظة، يستمر الجنينيون بكسر هذه الإجراءات وتنفيذ أعمال بلطجة بين الحين والآخر على المسلحين الإسرائيليين العزّل، وهو ما يدفع إسرائيل آسفة للتوقف عن تنفيذ أهدافها السلمية مثل هدم المنازل والتوسع الإستيطاني الحضري.