الأسد يتحدى الأمم المتحدة بالعثور ولو على مفقود واحد
مايكل أبو العاص - مراسل الحدود لشؤون ما يُفقد عند الأسود مفقود
٠٢ يوليو، ٢٠٢٣

عقب تصويت الأمم المتحدة على إنشائها مؤسسة مستقلة لمعرفة مصير حوالي ١٠٠ ألف مفقود في سوريا على مدى ١٢ عاماً، أكّد الرفيق الطليعي الفريق الركن المظلي الأوّل سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد أبو حافظ خلوّ سوريا من المفقودين تماماً، متحدياً الجمعية العامة للأمم المتحدة بكافة أعضائها سواء من صوّتوا بنعم أم لا أم امتنعوا عن التصويت ومجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن وقناة أورينت، العثور على مفقود واحد من الذين أضاعوا وقتهم بالتصويت على إيجادهم، متعهداً باصطحاب المؤسسة الوليدة للتفتيش أسفل سريره وفي دولاب ملابسه واستعداده لحلق شاربه لو عثروا على ظفر أو شعرة أو جثة مفقود.
وجاء ردّ سيادة الأبو حافظ على قرار الأمم المتحدة تأكيداً على حقيقة أن بلداً تقوده الأسود ليس من المحتمل أن تترك في عرينها أي بقايا أو مخلفات تشير لأماكن احتفاظها بفرائسها؛ لكنّ هذا لا يعني بالضرورة عجز هذه المؤسسة عن إيجاد فتات معلومات عن بعض المفقودين الذين نهشتهم ضباع فصائل المعارضة المسلّحة في حال الوصول إلى قيادة القطيع في تركيا وإغرائها ببعض الطرائد الطازجة.
واعتبر الرفيق الطليعي القرار تدخلاً وقحاً في شؤونه، واعتداءً سافراً على "كومفورت زونه" بعد سنوات من الكد والتعب قضاها في بنائها "إنها بداية لحقبة إمبريالية جديدة تهدف للنيل من سيادة الدول المحور-مقاومية وإقلاق راحتها باستخدام حجج واهية كالبحث عن مفقودات، بعد إفلاس أساليبهم القديمة مثل التفتيش عن أسلحة دمار شامل ومحاربة الإرهاب، إضافة إلى هزيمة مشروعهم الاستعماري في سوريا على أيدي آيتيّ الله، الرفيق أبو علي بوتين والسيد علي خامنئي".
كما ندّد سيادته بعدم وجود تعريف واضح لعمل المؤسسة، داعياً الأمم المتحدة إلى تلافي أزمة التعريفات الخطيرة التي تسيطر على قراراتها عبر إحداث مؤسسة للبحث عن تعريفات لها "أكبر دليل على عدم مهنيّة وشرعيّة هذا القرار وما نتج عنه، هو غياب توضيح جوهر المشكلة، فمصطلح مفقودين اسم مفعول من فقَدَ، أي أضاع الشيء، ومَفْقُود تعني بالأصل ضائع أو غَيْرَ مَوْجُودٍ أو لاَ أَثَرَ لَهُ، فهل نتحدّث عن شخص ضائع أم غير موجود أساساً أم لا أثر له؟ وهل كل سوري مفقود هو بالضرورة فُقد على يد آخرين؟ ألا يمكن أن يكون قد اختار بنفسه أن يُفقد؟ وما هي المدة الزمنية التي نتحدث عنها في هذا السياق؟ وماذا لو أصرّ المفقود على موقفه ورفض الإفصاح عن مكانه؟ هل ستبقى أعمال البحث مستمرّة حتى تولّي حافظ يقبر قلبي السلطة وإزعاجه بها؟".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.