رداً على تساؤلات عمه المتكررة: حمودة الصغير يؤكد أنه كـ*ـمك على أم البابا والماما والمدرسة
فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون الفكاهة الصادقة
٢٨ يونيو، ٢٠٢٣
ذهبَ الليلُ، طلعَ الفجرُ، وحلّ صباح يوم الجائزة، أول أيام العيد السعيد الذي يفقد صفته الأخيرة مع تجاوزك عمرَ العاشرة. إلا أن القدر لم يرأف بالطفل حمودة ذي الثمانية خُرُف وسلب منه بهجة هذا اليوم، بعدما تجسّد له في السادسة صباحاً بهيئة عمّه السيد طريف بهجاتي الذي لم يستطع الصبر منذ عودته من سهرته في منزل أخيه ليلة أمس ليأتي ويبارك له ولعائلته.
تفاجأ العم طريف بأن ابن أخيه حمّودة قد فُطم ولم يعد يرتدي القماط، سائلاً إياه عن كيف ومتى حدث ذلك قبل أن يبدأ بارتكاب انتهاكاتٍ ضد الإنسانية بحقّ خدوده. لتتكشف الملامح الحقيقية لزيارة العم لدى حمودة الذي أدرك تحت التعذيب الجسدي واللفظي أن عمه يجري عليه بحثاً استخباراتياً، عندما ألحَّ عليه بالسؤال الذي طرحه ٩ مرات في آخر ٣ لقاءات بينهما ولن يطلق سراحه حتى يعرف إجابته «مين بتحب أكتر الماما ولا البابااااا؟ آآآآه؟!».
حمودة، ولإدراكه أن العم طريف لا يعرف كلمة العيدية في قاموسه، وجد نفسه غير مضطرٍ لارتداء قناع البراءة المعتاد والإجابة بطريقةٍ كيوت تسبب لخدوده المزيد من الاحمرار، كما أشفق على عمه وقرر إجابته بصدق على ذلك السؤال الذي يقضّ مضجعه منذ سنوات فقال غاضباً: "ولك كـ*ـمك على أم البابا، على أم الماما التي تزوجت البابا وهي تعلم أن لديه أخاً مثلك".
لكن العم طريف لم يتوقف عند الجانب الاجتماعي، بل باغته بسؤاله عن أحواله الأكاديمية وأعاد طرح السؤال الذي طرحه على حمودة خلال حفل نجاحه إلى الصف الثالث التي أقامها والداه في المنزل منذ أسبوعين، قائلاً «أنت شاطر بالمدرسة ولا كسلان؟» وقبل أن يُفسح لحمودة مجالاً للإجابة داهمهُ بسؤالهِ عمّا يرغب أن يصبح عليه عندما يكبُر، ليجيب حمودة والحسرة تسيطر على صوته: "يا خوفي أن أصبح كبيراً وتجعلني جيناتي التي ورثتني بعضها نسخةً عنك".