لايف ستايل، دليل الحدود

كراهية العيد و٣ طرق أخرى لإقناع نفسك أنك كوول

فتحي العترماني - أكوَل شخص في الحدود

Loading...
صورة كراهية العيد و٣ طرق أخرى لإقناع نفسك أنك كوول

يولد الإنسان محكوماً بما يمليه عليه وسطه الجغرافي والاجتماعي الذي أتى منه، وحتى إن توهّم بامتلاكه إرادة حرّة ليأكل ما يريد، تقتصر خياراته في الواقع على بامية والدته والفروج والشاورما ووجبات الدجاج المقلي المتطابقة التي يتغير اسمها بتغيّر لون الصوص المستخدم فيها وشكل قطعة الخبز المرافقة فقط.

لا يقتصر الأمر على الطعام وحسب، بل يمتد إلى المظهر الخارجي المحكوم بجينات العائلة وحتى الخيارات الأكاديمية المحصورة برغبات الوالد التي عجز عن تحقيقها، ومن هنا برزت حاجة عند البعض لأن يكونوا كوول من أجل مقاومة الاحتقان الداخلي الذي يسببه إدراك تلك الحقائق. ومن هنا نشأت "الهيبّية" التي أصبحت لاحقاً أسلوب حياة يتّسم به الفنانون ومغنّو الروك وغيرهم، لكن لحسن حظك عزيزي القارئ العالق في فترة المراهقة، تأتي الحدود اليوم لتخفف معناتاك وتقديم بضع خطوات تمنحك شعور الكولَنة حتى لو لم تكن مغني روك ولا رساماً ولا فناناً ولم تغادر حيّك في حياتك.

إكره العيد

عبّر عن كرهك للعيد والفراغ الذي يصيبك خلاله كل ما سنحت لك الفرصة، أو لم تسمح، ولو لم يُطلب رأيك ولم تمتلك ما تملأ به هذا الفراغ خارج أيام العيد. تذمّر واسخر من أولئك الذين يقولون في أي حال عدت يا عيد، لكن تذكر أولاً شطب منشورات فيسبوك قبل خمس سنوات حين نشرت الشيء ذاته.

حوّر الأحاديث نحو تفضيلاتك اللغوية

يمكنك الاكتفاء بالنأي بالنفس والجلوس عابساً لوحدك إذا رأيت من حولك ممن فشلوا في ترك القطيع سعداء يتبسّمون في وجوه بعضهم البعض. لكن ابقِ آذانك صاغية تلتقط كافة الأحاديث والتهاني من حولك، وابقِ عينك على شاشة هاتفك، فإذا سمعت من يتحدث عن العيد بأنه آخر ما تبقى من العادات العربية، أو تلقّيت تهنئة باللغة العربية، هبّ لتذكير جميع من حولك بأنك لم تعد تشاهد أفلاماً ومسلسلات عربية فولغير منذ ٨ سنوات، ورُدّ على من أرسل لك التهنئة بعبارة Happy Eid to those celebrating، مذكراً إياه بأنك أزلت اللغة العربية من كيبورد هاتفك ولم تقرأ حرفاً عربياً على الإنترنت منذ بيعك هاتف Galaxy Grand Prime.

شارك خبراتك المعرفية

عليك أن تتفهّم أنك تعيش وسط مجتمعٍ اعتاد التلقين وتكرار ما فعله الآباء والأجداد دون محاكمة منطقية عقلانيةً لتلك الأفعال، وهنا دورك لتقويم الأخطاء وإعادة الحضارة إلى جادّة صوابها. هل سئمت من عدم استجابة أصدقائك لسماع البودكاست بدلاً من المحاضرات الجامعية؟ حسناً، إنهم مجرد أفراد ليسوا ذوي تأثير. انتهز أيام العيد وانشغال المساجد بتشغيل تكبيرات العيد، وبيّن لمسؤوليها كيف يمكنهم استغلال مكبّرات الصوت تلك بتشغيل البودكاست على الملأ بدلاً من تكرار نفس العبارات.

حذّر من خطيئة الإنجاب

هل جاء أبناء أختك يسألونك عن العيدية؟ إيييو، نعتذر عن القرف. نَحِّ الأطفال جانباً، ازجرهم، وقل لهم "روح عمّو روح" دون أن تدنّي نظرك إليهم. توجّه نحو أختك وزوجها، اسحبهما جانباً وإن كانا منشغلين بضيوفٍ آخرين أو منهمكين بحديث عائلي، يمكن للعائلة أن تتأجل على أية حال، وأخبرهم عن الخطأ الذي اقترفوه بإنجاب الأطفال. أرهم عواقب فعلتهم، وذكرهم بأنك لا إنجابي، وكيف أن الإنجاب ما هو إلا قيدٌ فرضه المجتمع لكبت الطاقة الكامنة في داخلنا بدلاً من توجيهها في الاستثمار والتداول والحرية المالية.

شعورك تجاه المقال؟