النظام السوري يعلن استمرار الهدنة في كافة أنحاء البلاد ريثما ينتهي من حلب
٣٠ أبريل، ٢٠١٦
أصدر الجيش العربي السوري بياناً أكَّد فيه استمرار الهدنة مع المعارضة في مناطق معيَّنة لحين الانتهاء من حلب. ولم يوضح بيان الجيش ما إذا كان المقصود من عبارة “الانتهاء من حلب” انتهاءها السياسي؟ أم الأمني؟ أم الوجودي والمادي؟.
ومنح الجيش بقية المناطق فترات هدنة مختلفة، بمواعيد وأماكن لقاء ساخنة محددة بناء على جداول دوام المُجنَّدين، لتتزامن مع مواعيد الخصوم، ويبذل شباب سوريا أرواحهم فيها، رصداً فمناوشةً فتصعيداً فقتلاً فدماراً فصوراً فهدنةً فمصالحةً فمداعبةً فمناوشةً وهكذا.
تأتي جهود النظام السوري هذه لتؤكد مجدَّداً دوره الرئيسي في دفع عجلة إنتاج الموت، وإعادة إعمار الهدم، فتزدهر تجارة الأرواح وتنتعش أسواق الشعارات، وتُستورد الأسلحة، وتُصدَّر الأعضاء البشرية، فتُصنع الأكفان وتُقطع الحناجر، وتُبنى قصور أمراء الحرب، وتُرتب الكلمات على شكل مبادئ.
ويرى خبيرٌ، نسينا اسمه عندما تذكَّرنا حلب، أن فترات مدروسة من الهدنة ستتيح للنظام السوري الانتهاء من حلب قبل الفراغ من باقي البلاد، منطقةً منطقة، مستشفىً مستشفى، مدرسةً مدرسة، برميلاً برميلاً، وبشكل مُنظَّم.
ويتوقَّع مُحلِّلون من أولئك الذين يظهرون في الشاشات، أن يؤدي القصف المُكثَّف لمدينة حلب إلى تسويتها وتعبيدها لتصبح شارعاً رئيسياً آخر، يصلح لعبور جحافل المقاومة والممانعة وحزب الله والإيرانيين في طريقهم إلى فتح فلسطين والأندلس، وربما الجولان أيضاً.
من جانبهم، عبَّر أهالي حلب عن شعورهم البالغ بالرضا والاكتفاء من قلق الأمم المتحدة وتعاطف المجتمع الدولي. وفي هذا الصدد، يقول المواطن عاطف محمد وهو في طريقه للقاء ربِّه “لن يمر القصف مرور الكرام، لن أموت كما تموت البعير، سيفاوض الجميع باسمي واسماء أبنائي الأشلاء، سأصبح صورة وهاشتاغاً، سأكون رقماً، سأُخلَّد ابتزازاً على طاولة مفاوضات. إنه لأمر رائع أن تموت في سبيل عودة كل شيء إلى ما كان عليه”.
يذكر أن حلب تشتهر بصناعة القماش وتصديره، مما يجعل من المعارك الدائرة فيها فرصةً مواتية للمدينة كي تستخدم خبراتها في مجال القطنيَّات وتنتج المزيد من الأكفان للأطفال والنساء المبعثرين بفضل براميل الوطنية والقوميَّة.