تغطية إخبارية، خبر

٣ أشياء يمكنها ملء الفراغ الرئاسي في لبنان أكثر من وجود رئيس

مالك إيلي منصور - مراسل الحدود لشؤون الثقب السياسي الأسود

Loading...
صورة ٣ أشياء يمكنها ملء الفراغ الرئاسي في لبنان أكثر من وجود رئيس

ستة شهور مرت على انتهاء ولاية رئيس العهد القوي المنهار ميشال عون ومغادرته قصر بعبدا نحو منزله لارتداء البيجاما بكرامته هذه المرّة وليس هارباً تحت وقع الغارات الجوية، انهمك خلالها المسؤولون والأحزاب والإعلاميون في التفكير بأسماء تستطيع ملء الشغور الرئاسي، ليعقد خلالها مجلس النواب ١٢ جلسة سَمر وعتابا، لعبت خلالها الأطراف السياسية شد الكرسي الرئاسي نحو حتى تخلّعت أرجله ومفاصلهم.

نحن في الحدود، أخذنا على عاتقنا حل أزمة لبنان مع الفراغ الرئاسي، وعقدنا بدورنا جلسات مطولة واتفاقيات وصفقات سرية وعلنية، معتمدين المنهجية اللبنانية المعتادة في هكذا استحقاقات، وخلصنا إلى قائمة توافقية، بإمكان النواب من مختلف الأطياف التصويت لإحداها، لتحل أزمة لبنان مع الرئاسة ويتسنى للسياسيين الانتقال بسلاسة نحو الاختلاف حول تشكيل الحكومة، لتنقضي الفترة الرئاسية أثناء محاولات التوافق على تشكيلها، ويحل موعد الاختلاف حول الانتخابات النيابية ثم التجديد للرئيس، وهكذا في رحلة عَود أبدي سياسي. 

نترات الأمونيوم

من تعرفه خيرُ ممن تتعرف عليه، فعوض طرح أسماء مرشحين نسيها اللبنانيون لملء الفراغ مثل جهاد أزعور، يمكن وضع نترات الأمونيوم التي يعرفها اللبنانيون جيداً ورؤوا بأم أعينهم قدراتها، إذ يكفي وضع كبيرة منها على كرسي الرئاسة، وسيحظى لبنان برئيس لا يقدر أحد على الاقتراب منه أو المساس به، كما سيفكر خصوم الرئيس الأموني العتيد ألف مرة قبل التآمر ضده والاستعانة بفريق من عمال اللحام لاغتياله، إذ ستؤدي هذه العملية الخطيرة لانتقال لبنان من مرحلة الفراغ الرئاسي إلى مرحلة الفراغ المطلق.

حرب أهلية صغيرة

لا ضير من ملء الفراغ الرئاسي بحرب أهلية صغيرة تندلع نيرانها بين الأحزاب والطوائف اللبنانية، ستملأ الحرب الصغيرة جميع الفراغات في لبنان ببراميل البارود وقاذفات الآر بي جي، ويمكن لزعماء الميليشيات التناوب فيما بينهم على رئاسة لبنان دون المرور بإجراءات الانتخابات وغيرها معتمدين على جدهم واجتهادهم في الحرب، كما ستتيح الحرب فرصة الاستعانة بأطراف خارجية للمساعدة في ملء الفراغ، خاصةً أن النظام السوري ما يزال حياً يرزق وبإمكانه إعادة إنتاج عبد الحليم خدام وغازي كنعان ورستم غزالة جدد للمساعدة في هذا النوع من القضايا.

النفايات

راكمت النفايات خلال السنوات الأخيرة رصيداً عالياً من الشهرة، متفوقةً على الأرزة وصخرة الروشة وحتى صحن التبولة، ففي حين تختلف من شارع لآخر صور الزعماء والمسؤولين والأعلام الحزبية، تبقى حاويات النفايات المكدسة في الشوارع الأمر المشترك بين مختلف الأحياء والقرى والشوارع باختلاف طوائفها وانتماءاتها، كما أنها عايشت اللبنانيين خلال الانهيار واختبرت آثار الأزمة الاقتصادية على المواطن اللبناني التي انعكست عليها مباشرةً، مقارنةً بكافة الأسماء المطروحة لرئاسة لبنان تبدو النفايات الخيار الأقرب لنيل الرئاسة بما أنها الوحيدة التي يمكن وصفها أنها صدرت عن الشعب مباشرةً.

شعورك تجاه المقال؟