تغطية إخبارية، خبر

لاجئ سوري يطالع أكبر عدد من الـ "مينيوز" قبل الدخول في مناظرة ثقافية مع مواطن لبناني

سهيل الأنّان - مراسل الحدود لشؤون الشوكولا مو

Loading...
صورة لاجئ سوري يطالع أكبر عدد من الـ "مينيوز" قبل الدخول في مناظرة ثقافية مع مواطن لبناني

بعد سنوات من محاولته الاندماج ثقافياً دون فائدة، رمى اللاجئ السوري المقيم في لبنان تحسين أبو العزامل بآخر أوراقه وأصعبها وأكثرها تأثيراً، واتجه إلى مطعم أرزة الفينيء لمطالعة الـ "مينيوز" الخاصّة به على أمل أن يفيده تحصيله الثقافي منها في التعرف على ثقافة المواطن اللبناني وإفحامه في مناظرة ثقافية معرفية وفكريّة ينتج عنها قبوله بنجاح في امتحان جدارة العيش بين أكوام النفايات في ظل انقطاع الكهرباء.

وقال أبو العزامل إنه بمجرد قراءته لأول صفحتين في المينيو شعر بثقة بالنفس تسري في شرايينه "أحسست أنني قادر على تسوّق ما أريد من الخضرجي بعد سد ثغرات النقص المعرفي معه، وأنه بإمكاني الدخول بكل بثقة وطلب جرزة بقدونس وثلاث حبات بندورة باللغة الفرنسية، كما أنني لم أعد أخشى مجاراة البائع بأسماء علب عصير البرتقال والحليب باللغة الإنكليزية، وهذا سيجعلني بلا شك جدير بالإقامة في لبنان".

وأكد تحسين أنه أصبح ضليعاً بالثقافة اللبنانية بعد تعرّفه على مكونات الأومليت الذي يأكله يومياً، ولا يجد فيه إلا البيض المقلي "بل يمكنني مجاراة نظيري اللبناني وسيقتنع بكل سهولة أنني ابن البلد وفينيقي أباً عن جد عن أم، فيما لن يكون باستطاعة خصمي التغلب علي عند الدخول في ثقافة البابا غنوج وتداعيات أكل الملقسة".

تحضيرات أبو العزامل للمناظرة الثقافية لم تقتصر على الأسماء والأنواع، بل كرّس جهده أيضاً ترك انطباع جيد أمام الجمهور الكبير من الزبائن ولو كان أغلبه من السوريين "قلت للنادل بونسوار، واجتزت زبوناً لبنانياً بسلاسة بعد قولي اكسكيوزموا، ودفعت فاتورتي قبل أن أن أقول كلمات عميقة مثل ميرسي وأوروفوار".

تجربة أبو العزامل الجديدة حققت له الكثير من المكاسب الاجتماعية، حسب رأيه، كما ساعدته بالحصول على خصم ١% من الفاتورة، لكن الخوف من وصول حاله إلى حال المثقفين اللبنانيين ازداد بعد تذكره لعبارة قرأها في كتاب في صف الثاني الثانوي لفيلسوف روسي نسي اسمه تقريباً يقول فيها "كلما ازدادت ثقافة المرء ازداد بؤسه وشقاؤه".

شعورك تجاه المقال؟