لايف ستايل، رأي

ظاهرة اقتحام الفتيات لحمامات الشباب.. إلى متى؟

خلدون رفاريف، خبير رجولة وبطل العالم في رفع الحاجب عند التقاط صور سيلفي

Loading...
صورة ظاهرة اقتحام الفتيات لحمامات الشباب.. إلى متى؟

كما بنت الأجيال السابقة الأوطان وغرست فينا عاداتٍ وتقاليد، يكافح شباب هذه الأيام في سبيل ترك أثرٍ لهم في هذا العالم، شيءٌ ما يذكّر الناس بهم بعد تركهم الحياة الدنيا، فترى الواحد منهم يترك علامات تفحيط سياراته في شوارع المدينة، ويرسم على جدرانها إلى جانب اسم معشوقته قلبَ حبٍّ يخترقه سهم، ليعود بعد أشهر ويضيف شتيمة أو اثنتين وإشارات بذيئة (بضعة قضبان أو أصابع وسطى) عندما تتركه.

لكن حتى ترك هذه المظاهر البسيطة للوجود بات مهمةً شبه مستحيلة، إذ يعاني الشاب المسكين من ضغوطات قانونية واجتماعية تحرمه حتى أبسط العلامات المؤقتة الزائلة، فقوانين السير تجرّم التفحيط، وتمنع الدولة -ولو كان شكلياً على الأقل- تحديث المواقع الأثرية بنقش أسماء الشلة عليها، فضلاً عن أنَّ قتل نساء العائلة لم يعد نشاطاً محبذاً بنفس المقدار.

في ظل هذه القيود، بقي للرجل مساحةٌ وحيدة يعبر من خلالها عن رجولته: التبول أينما أراد وفي أي وقت. إذ إنه امتيازٌ تمتع به الإنسان القضيبي من أول نياندريثال بالَ على النار أمام كهفه ليطفئها وإلى يومنا هذا.

لكن للأسف، حتى هذا الحق التاريخي البسيط بات صعب المنال، فترى النساء يجرّمن حقَّ الشباب بافتتاح حمامات عمومية تخلّد ذكراهم، ويقتحمنها بلا إحم ولا دستور. بل وتسمعهن يعبرن عن امتعاضهنَّ من ما يسمونها "ممارسات مقرفة وحيوانية" ما يعكر على الذكر المتبول متعة اللحظة، عوض الاعتذار والعودة لمنازلهن حيث لا يبول الرجل الحقيقي.

إنَّ التبول العام هو آخر معاقل الرجولة للشباب المعاصر، لذا فإنَّ هذه الحملة الشعواء ضدَّ تبوّل الرجال جزء من مؤامرة ممنهجة تقودها الأجندات النسوية، بدأت باختراع السيفون لحشر الرجال في الحمّامات، ثمَّ طالبن بجلوس الرجل أثناء استعاملها -كما النساء- وحرمانه حقَّ إثبات رجولته بنشر نشادره على المقعد، ليستمروا في التضييق على الرجال أكثر فأكثر، ما يستدعي من الذكور الذكور الوقوف صفاً واحداً كما هو الحال في حمامات المولات وتجنب النظرً بأي اتجاه تفادياً لرؤية أعضاء الآخرين، والدفاع عن حقهم بالتبول واقفاً أينما نادتهم الحاجة لذلك أمام هذا العداون الغاشم.

columnist

خلدون رفاريف

خبير رجولة وبطل العالم في رفع الحاجب عند التقاط صور سيلفي

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.