موظف موارد بشرية يحصل على عرض عمل مغر من المخابرات
مالك منصور - خبير الحدود لشؤون بوليس ما بعد الحداثة
٢٨ مايو، ٢٠٢٣
انتدبت دائرة المخابرات العامة صباح اليوم سيادة الرقيب أول فخامة أبو الليث لزيارة مكتب مدير الموارد البشرية في شركة الزاروفة لتقنيات الأغذية والعصائر، والتفاوض مع السيد السيد وائل عملقة بهدف دعوته للالتحاق بصفوف المخابرات، وذلك بعد رصدهم مهاراته الاستثنائية في الرقابة على الموظفين ومتابعته ما يقولونه داخل الدوام وخارجه، وقدراته في التجسس على حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي وإحصاء عدد أنفاسهم ومعدلات ضربات قلوبهم عندما يطلبون إجازة لقياس مدى صدقهم.
وكانت دائرة المخابرات قد اكتشفت موهبة وائل صدفةً خلال مهمة روتينية، حيث تقدم أحد أفرادها يطلب توظيف في شركة الزاروفة بهدف مراقبتها من الداخل، إلا أن حظه التعيس ألقاه على كرسي مقابلة العمل أمام وائل الذي شرع بإلقاء الأسئلة عليه، بدايةً بسؤاله عن تحصيله العلمي وسنوات الخبرة التي يملكها، لينتقل للحديث عن نقاط الضعف والقوة وأسئلة سرعة البديهة والذكاء العاطفي، قبل أن يسأله عن عائلته وعدد أفرادها وأعمارهم ووضعهم المعيشي، وعن أين يجد نفسه بعد خمسة أعوام؟ أين تجد بعد خمسة أيام؟ طيب أين كنت قبل خمس سنوات؟ ها لا تتذكر؟ طيّب أين كنت قبل خمسة أيام؟، ما أدى لانهيار المخبر المسكين تحت الضغط واعترافه أنه مجرّد مخبر بسيط وأنه يشتاق لعائلته ويتوسل إلى وائل أن يسمح له بالعودة إليهم.
وقال أبو الليث إنه لحظة قراءته تقرير الحادثة ضمن طلب استقالة المخبر، توجه فوراً إلى قسم الأرشيف ليطلع على إضبارة وائل "وجدنا بها تقارير نائب مدير مدرسته، المخبر هو الآخر، يتحدث بها عن التزام وائل بالتجسس على زملائه ورفاقه في المدرسة وإيصال جميع الأخبار إلى الإدارة، عدا عن تعقب زملائه الغائبين لمعرفة أسباب غيابهم، والشكوى لأهاليهم عن تقصيرهم في واجباتهم المدرسية، مع شكر والديه وملاحظاتٍ تتمنى له مستقبلاً مشرقاً في المخابرات".
وتفاوض أبو الليث مع وائل محاولاً إقناعه بقبول الوظيفة وإغرائه بمكتسباتها، مؤكداً أن الراتب وإن كان متواضعاً مقابل مرتبه في الشركة، لكن يضاف فوقه منح ومكافآت مجزية من الحكومة وتعويضات بدل طعام وخدمة ونوم تفوق الراتب بستة أو سبعة أضعاف تقريباً، عدا عن ميزة التعامل مع كتل وموارد بشرية حقيقية في هذه الوظيفة تتعدى وجود عدة موظفين في الشركة تحت أمرته ليصبح جميع المواطنين في البلد تحت قدمه إن شاء، إضافةً لفرصة العمر بمغادرة شركة هامشية والعمل في شركة القائد وأولاده شخصياً.
من جهته، أكد وائل لأبو الليث أن زيارته عزيزة، مبدياً موافقته المبدئية على عقد العمل رغم بعض الاعتراضات التي تتعلق بطبيعته مثل تحديده حقوق العاملين في المخابرات بدقة مقابل تقصير في تحديد واجباتهم التي تقتصر على عدة مهام يومية من كتابة تقارير ومراقبة "لذا أفكر بقبول هذه الوظيفة، بعد ملاحظتي أوضاع الدائرة المتردية من تسيب لموظفيها، واستغراقهم بشرب الشاي وقراءة الجرائد في مقاهي البلد بدل التنصت على المواطنين، عدا عن عدم إدراجهم للهدايا التي تقدم لهم بسبب عملهم لدى محاسب الدائرة، من نظرة خارجية أؤكد لك أخي أبو الليث شركتكم تحتاج إعادة هيكلة، حتى تستطيع ممارسة مهامها في إعادة هيكلة الشعب والمواطنين".