دليل الحدود للآباء والأمهات لمعرفة إذا ما كان حمّودة عضّ ليلى أولاً أم هي من بادرت بوضع إصبعها في عينه
مايكل أبو العاص - خبير الحدود لشؤون الواااع والوييييع
٢٦ مايو، ٢٠٢٣
يواجه الآباء والأمهات مصاعب كبيرة في تربية الأولاد، لكنَّ بعض التحديات أسوأ من أن ينشر أي شخص يحترم ذاته وعمله دليلاً للتعامل معها، مثل تحديد من بدأ الشجار؟ هل تصدق حمّودة يقبر قلب أمه أم ليلى حبيبة البابا؟ هل فعلاً هذه الآثار على يد ليلى نتيجة لعضها يدها كي تتهم شقيقها كما يقول، أم أنه عضها فعلاً؟ هل عين حمودة حمراء من الحساسية أم بسبب إصبع ليلى الصغير الجميل؟ هل أنا حمار كي أنجب هذين القردين وأكرّس حياتي للاستماع لشكاويهما والفصل بينهما؟
إن قراءتك هذه المادة تعني أنَّ حمودة لم يكسر هاتفك هذا على رأس ليلى حتى الآن، وعليك أن تشعر بالرضا من امتلاكك ما يكفي من وقت لقراءة فقرة ونصف على الأقل، لذلك سندخل في الموضوع مباشرة قبل أن تخنق ليلى حمودة وتشرع بدورك في محاولة إنقاذه والولولة والصراخ والتهديد بترك المنزل والسير في الشوارع هائماً على وجهك.
منهج سقراط
عليك قبل اتباع خطوات منهج سقراط أن تتخلى عن أهدافك السامية في الوصول إلى الحقيقة، فكلاهما كاذب، والمهم في النهاية هو إخراج يد حمودة من فم ليلى بأي ثمن.
يمكننا استخدام المنهج السقراطي لمساعدة كلا الطرفين على التخلص من الافتراضات السيئة عن الآخر، وذلك باستبعاد الفرضيات التي تؤدي إلى تناقضات من خلال فحص كل منها وتحديد مدى اتساقها مع الأخرى، باستخدام سلسلة من الأسئلة التي تختبر المنطق والواقع. مثل:
تفترض ليلى أن حمّودة عضها لأنه نوتي، تسألوها إذا ما كانت شطورة وتوافق على أن النوتي أسنانه ينخرها السوس بسبب أكله الكثير من الحلوى، توافق ليلى على ذلك بالطبع لأنها شطورة، ولكن لدى فحص أسنان حمودة تجدون أنها خالية من السوس، إذاً حمودة ليس نوتي، أليس كذلك؟ تقتنع ليلى بذلك وتتغير وجهة نظرها عن أخيها وتضع إصبعها في عينه من باب الدعابة فقط.
الشيطان يكمن في التفاصيل
إذا كانت عقولكما صغيرة حدَّ الإصرار على معرفة الحقيقة -وهي كذلك لأنكما أنجبتما بدل الطفل اثنان- فعليكما حينها بالبحث في التفاصيل الصغيرة حيث يكمن الشيطان متفرجاً على مدى الشرّ الذي يعشعش في عقل هذين الصغيرين.
اسألوا باستخدام "أين، كيف، لماذا؟" بدلاً من "ماذا حدث؟" وسيتبرعان بذكر الكثير من التفاصيل المتناقضة التي لا بد أن تكشف هوية الكاذب، بالنسبة لهما، أما أنتما فلن تعرفا إلا أنكما وقعتم في حيرة أكبر وصداع أقوى وأين البنادول وكيف اختفى الأسبرين ولماذا فرغت علبة القهوة الآن في هذا الوقت؟
الذكاء العاطفي
إذا كانت لديكما القدرة على فهم مشاعركم الخاصّة وأثرها على الآخرين يمكنكما حينها فهم مشاعر حمّودة وليلى ويصبح في وسعكما إدارة مشاعرهما بشكل أفضل، وبالتالي معرفة الحقيقة وحلّ الخلاف وخلق انسجام بينهما.
لكن كل هذا يعتمد على امتلاك حمودة وليلى مشاعر أساساً، وتركهما لأي أشعورة لديكما غير الحزن والضيق والملل والضجر والندم، وفي هذه الحالة يمكن ببساطة مصراحتهما بأن خلافهما لا يعنيكما، ولستما مهتمين بمعرفة من بدأ الشجار ولماذا، وأنه بإمكانهما البكاء حتى يبلغا الثامنة عشرة من عمرهما حيث بإمكانهما الاستقلال وترككما وشأنكما ومع السلامة وفقهما الله في حياتهم. احرصوا أن نلتقي في الأعياد والمناسبات. أهلاً إلى اللقاء.