شاب يحمد الله أنه ليس في سوريا قبل أن يتذكر أنه في العراق
فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون شقاء الأشقاء
٠٤ مايو، ٢٠٢٣

بعد قراءته تقريراً عن تردّي الأوضاع في سوريا، التي تعاني من الفقر وندرة المواد وسوء الخدمات والفساد وانقطاع التيار الكهربائي وإيران، حمد الشاب العراقي حسن الطفّاح الله أنه ليس سورياً، وأن من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته، ما لم تكن فقراً وندرةً في المواد وسوءاً للخدمات وفساداً وانقطاعاً للتيار الكهربائي وإيران.
لكنّ حسن سرعان ما تنبّه إلى وضع العراق ليس أقل سوءاً، حيث تحكمه مخلّفات احتلال أميركي ويتهددّه الجفاف والطائفية فوق هذا ويلعن هكذا عيشة! يضيف حسن "تحدّثت مع صديقي اللبناني مجد مهلّبية أشكو خيبتي من هذا الاستنتاج، كونه مثلي يعيش في ظلّ حكومات منتخبة وسيفهمني، لكنه وبّخني على وضعه معي في نفس الخانة لمجرد وجود هذا القاسم المشترك، مبيناً أن أسباب تعاقب الحكومات في بلده تعود لحرية التعبير التي تتمتع بها، بعكس العراق، لكنه لم يستطع إكمال وجهة نظره بسبب انتهاء باقة الإنترنت التي جددها بمليار ليرة الأسبوع الماضي، ولم يعاود الاتصال لانقطاع الكهرباء عن حيّه.
أدرك حينها حسن سخرية القدر وقسوته التي جعلت المنطقة كلها تعاني، فأخبر صديقه المصري كامل أبو شنب بما حدث مع مجد، والذي أكّد أنه كان الله بعونك يا مجد، يقول كامل "المسكين، يضطر لحمل الأموال ووزنها بالكيلوغرام. هذا كله بسبب الفساد وفشل الدولة التي لا تمتلك رئيساً مثل السيسي قادر على جعل اقتصاد البلاد قوياً بالاعتماد على قروض صندوق النقد الدولي وبيع البلد للسعودية والإمارات.
وبالحديث عن الإمارات، حاول حسن ضم صديق المجموعة من الإمارات ماجد الشاكر إلى المكالمة كي لا تفوته جلسة الطبطبة والبكاء الجماعي، لكنه خرج من المكالمة فجأة عندما بدأوا الحديث عن التحالفات السياسية والأوضاع الاقتصادية في المنطقة، ولم يستطع معاودة الانضمام إليها إلا عندما انتقل الحديث إلى المستقبل والميتافيرس وإنجازات سموّه حفظه الله.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.