تغطية إخبارية، تقرير

الدعم السريع، التدخل السريع، و٣ أشياء أخرى سريعة في السودان أسرع من تحقيق مطالب الثورة

فتحي العترماني - مراسل الحدود السريع

Loading...
صورة الدعم السريع، التدخل السريع، و٣ أشياء أخرى سريعة في السودان أسرع من تحقيق مطالب الثورة

في نهاية ٢٠١٨، انتفض الشعب السوداني بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وأجهزة الصراف الآلي التي ترفض سحب أكثر من ١٠ دولارات في اليوم، وعمر البشير. وفي ظل تصاعد وتيرة تلك الاحتجاجات، تدخل الجيش لقمع المتظاهرين ثم لخلع عمر البشير، محافظاً بذلك على ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدهور حال البلد على كلّ المستويات، ولكن بعمر بشير جديد، معلناً بداية مرحلةٍ انتقالية لمدة عامين تتجدد كل عامين.

وكنتيجة حتمية لحكم البشير البطيء الممتد لثلاثة عقود، نتج عن خلعه ردات فعلٍ سريعة أدخلت البلاد في حالة من الدُوار لم تستطع مطالب الثورة مجاراتها، لكننا سنحاول جاهدين استعراضها في هذا التقرير بسرعة قبل أن تتجدد ويصبح هذا التقرير غير صالح للنشر.

الدعم السريع

بدأت قوات الدعم السريع كمجرد ميليشا بطيئة أسسها عمر البشير لأغراض التطهير العرقي المتأنّي، لكن أداءها المتقن في ارتكاب الجرائم لفت نظره، فأعطاها الشرعية والصلاحيات لتمارس أعمالها كوحدة رديفة للجيش تساعده في إقامة الشراكات الاقتصادية مع التجار والمهرّبين ونهب الثروات. لكن ذلك تغير بعد ٢٠١٩، عندما لاحظ قائدها حميدتي أن السلطة بدأت تحلو بيد البرهان وعليه أن يدوس على التيربو للحاق بتقاسمها معه قبل أن يلتهمها بمفرده.

التدخل السريع

لاحظ عبد الفتاح البرهان أن تبنّي حميدتي لعناصر السرعة أكسبه دعم الدول التي تحب الإنجازات،  كالإمارات مثلاً، كما مكنه مؤخراً من الاستيلاء على مطار الخرطوم بسرعة قياسية وخلال يومين فقط، الأمر الذي دفع البرهان إلى التفكير بسرعة لإعادة التوازن إلى البلاد وتكوين قوة التدخل السريع لتساوي الدعم السريع بالقوة وتعاكسها في الاتجاه في معادلة تحقق صفرية فرص الانتقال الديمقراطي.

السيطرة السريعة

لم يكتفِ البرهان وحميدتي بلعب البينغ بونغ بمستقبل البلاد، بل رفعا سقف التحدي ليشمل المطار والقصر الجمهوري الذي يقع في هذه اللحظة تحت سيطرة الدعم السريع الجيش السوداني. (الكاتب غير مسؤول عن بطء المحرر وتغير الجهة المسيطرة على القصر وبطلان النكتة).

الانتقال السريع

سيستغل عبد الفتاح البرهان في هذه الظروف الحرجة خبرته في الانتقال السلس بين المراحل الانتقالية وتأسيس المجالس العسكرية، لينتقل بسرعة إلى مرحلة جديدة تقوم فيها هذه المجالس من جلوسها لتصبح حركات وقوى عسكرية فاعلة حتى ولو بلباس مدني. 

الاستخراج السريع

في ظل التقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم والضربات التي يتلقاها الدولار كعملة احتياطية آمنة، يرى حميدتي أن هناك حاجة لاستخراج أكبر قدر ممكن من الذهب وبيعه في ظل ارتفاع سعره قبل اجتماع الفدرالي الأميركي خلال الأيام المقبلة خوفاً من انخفاض سعره مجدداً بحيث لا تعود الـ ٨٠٪ من ثروة السودان الذهبية المسؤول عن تهريبها تغطي تكاليف حربه، وهو ذات الأمر الذي يتحرك لأجله البرهان بسرعة بحيث يسيطر على الذهب قبل انخفاض أسعاره.

شعورك تجاه المقال؟