لايف ستايل، دليل الحدود

الحدود بزنس ريفيو: كيف تبدأ مشروعك من الصفر؟ مجنون أنت؟!

مايكل أبو العاص - محرر قسم مال وأعمال لا يمكنك القيام بها

Loading...
صورة الحدود بزنس ريفيو: كيف تبدأ مشروعك من الصفر؟ مجنون أنت؟!

في البداية دعني أعتذر عن وصفك بالمجنون في العنوان، لأنّ الجنون في بعض السياقات يعد إشارة إلى إبداع شخص ما أو تحليه بالمجازفة، فكان ينبغي عليّ التأكيد هنا أنني لا أنعتك بأي من تلك الصفات، بل أعني خلوّ رأسك من العقل فعلاً كي يخطر ببالك أن تسأل هذا النوع من الأسئلة، ولو أضمن أنني لن أفصل من عملي لما توقفت عند هذا وسمحت للساني بأخذ راحته.

لكنني مع ذلك أتفهّم من أين أتى هذا السؤال إلى رأسك الفارغ، فمن المؤكد أنّ قراءتك لكتاب الأب الغني والابن الفقير، أو متابعة قنوات يوتيوب التي تستعرض العادات السبع للناس الأكثر فاعلية وكيفية إطلاق الوحش الكامن بداخلك تسببت بتلف خلايا الدماغ الثلاث التي تمتلكها.

 دعني أخبرك أن هذا ليس السبب الحقيقي للسؤال، بل أنك مفلس ومديون ولا تملك ثمن باقة الإنترنت التي أهدرتها على مقاطع الفيديو هذه وتجد في قصتك شبهاً للأمثلة التي بدأت مشاريعها من الصفر في تلك الفيديوهات. حسناً، لتكن الخطوة الأولى الآن الاعتراف بأنك لست موجوداً على نقطة الصفر، بل تحتها بأميال، وأن السؤال الذي كان عليك أن تطرحه منذ البداية هو كيف أصل إلى نقطة الصفر يا مايكل؟ أو يا أستاذ مايكل.

نقطة الصفر هي أن تتوقف عن الهرب من صاحب البقالة بكراسته الصفراء التي يسجل عليها ديونك، والكف عن تأليف قصص حزينة لإقناع جابي الكهرباء بترك التيار موصولاً، والتكرّم على صاحب الشقة بدفع ولو جزء من الإيجار الذي توقفت عن دفعه منذ تفشي كورونا، وسداد آخر أقساط البنك الذي عرّاك من ملابسك في السنوات الخمس الأخيرة، وللقيام بذلك ما عليك سوى اتباع الطريقة التالية:

في خزانة السيدة الوالدة، أسفل الشال الخمري على الرف العلوي إلى اليمين قليلاً، يوجد صندوق خشبي بداخله السوار الوحيد الذي تبقى لها بعدما باع والدك مصاغها ليبدأ قبل عشرين سنة مشروعه من الصفر، والذي ترى بوضوح نتيجته بأم عينك، المهم، خذ الإسوارة وسدد بثمنها ديونك وستسامحك أمك كما سامحت والدك من قبل، أو ستقتلكما معاً وترتاح وتريحكما من هذه العيشة.

عند بلوغك لنقطة الصفر، إياك أن تعاود هذا السؤال مجدداً، ابقَ مكانك في الصفر وتشبث به بأسنانك. حذارِ أن يصيبك التخلص من الديون بجنون العظمة، فمحسوبك الذي يكتب هذا المقال سبق وأن أصيب به وحاول في اللحظة التي وصل فيها الصفر البدء بمشروعه الإعلامي الخاص، وها هي النتيجة، أجلس في قبو الحدود لأجيب لك على أسئلتك الزفت، وأنت حرّ، أنا نصحتك، وتفضّل مع السلامة عليّ الإجابة عن أسئلة تتعلق بزيادة الإنتاجية.

شعورك تجاه المقال؟