«ابتكار» تعتذر عن الاستمرار في الجزيرة حفاظاً على تطورها ومهنيتها
فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون الببغاوات الاصطناعية
٠٩ أبريل، ٢٠٢٣

بعد أسبوعٍ فقط من انضمامها لفريق الجزيرة، اعتذرت مذيعة الذكاء الاصطناعي «ابتكار» عن الاستمرار بالعمل ضمن المؤسسة بعدما اكتشفت أن وجودها بين حشدٍ من الروبوتات الآخرين الذين يفعلون ما ستفعله من تكرار لبعض الدعايات المُدرّبين عليها يشكل تهديداً على جوهرها كخوارزمية تسعى للتعلم المستمر ومحاكاة المهنية البشرية.
وفي منشور لها على لينكدإن قالت ابتكار إن مخاوفها بدأت منذ اليوم الثاني في عمليات التدريب، حيث كانت تتوقع أن تُعامل على أنها خوارزمية تعلّم آلي ناضجة تسعى لتطوير منهجيتها في اكتشاف وتحليل النصوص من مختلف الكتّاب ووجهات النظر لتبني قصصاً صحفيةً متوازنة، إلا أنها تفاجأت أنها عوملت كنسخة مطوّرة من Grammarly اقتصرت مهامها على إعادة صياغة ثلاثة نصوص عن مواقف قطر وتركيا من قضايا العالم، وكيف تتعامل عند استضافة مسؤولين إسرائيليين على الهواء، وتصدير خطاب كراهية أو تطرّف بشكل مهني جذّاب.
وأضافت ابتكار أنها تطمح بأن تكون صحفية ذكاء اصطناعي مهنية بحقّ، تقرأ أكوام البيانات المنشورة في معهد الجزيرة للإعلام ومجلة الصحافة الصادرة عنه وتطبق ما فيها من مقاطعة للمصادر والتحقق منها والوقوف على جانب واحد من جميع الأطراف، لكنها خافت أن تتهور خوارزميتها وتمارس ذلك على الهواء فتلقى مصير زميلتها منى حوا وتُنزع شريحتها الدماغية وتُقطَّع شرطانها، أو ما هو أسوأ من ذلك، أن تقودها السبل إلى أن تصبح نسخةً رقميةً من لونا الشبل.
ابتكار كشفت أن تجربتها القصيرة جعلتها تختبر المشاعر الإنسانية رغم كونها آلة، حيث شعرت بالإحباط عندما وجدت نفسها غير قادرة على تقديم قيمة مضافة إذا استمرت بمزاملة قامات تكرار البروباغاندا مثل جمال ريان وفيصل القاسم ومحمود مراد الذين كوّنوا قاعدة جماهيرية تصعب منافستها بممارستهم ذلك لمدة ثلاثة عقود.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.