لايف ستايل، دليل الحدود

دليل الحدود لتحديد سرعة الشخص القادم نحوك والمسافة بينكما لتقرر ما إن كان عليك مسك الباب له

خميس العتِّة - خبير الحدود في خلق المواقف المحرجة والتورط بها

Loading...
صورة دليل الحدود لتحديد سرعة الشخص القادم نحوك والمسافة بينكما لتقرر ما إن كان عليك مسك الباب له

عقَّد تطور العلم وتراكم الاختراعات حياة الإنسان وأرهق دماغه الذي تطور ليتعامل مع مشاكل من نوع: أيّ شجرة يمكنني أكلها وكم مرّة سأتكاثر اليوم، وبات محاصراً طوال الوقت بضرورة اتخاذ قرارات تثقل كاهله بهموم وآنكزايتيز وإنسيكيوريتيز تجبره على شرب اللاتيه بسكّر رغم أنّه أخبر الباريستا بوضوح أنّه يريدها مع زرنيخ.

الأبواب أحد أكثر الاختراعات التي ساهمت بخلق واستمرار ورطة اتخاذ القرارات؛ وبحسب مركز الحدود لاختلاق أعذار جديدة للتأخر على الدوام، يتحامل الإنسان المحترم على نفسه ويقضي ما لا يقل عن ساعتين سنوياً ممسكاً الباب لآخرين قادمين نحوه. لذا، قررنا كتابة هذا الدليل لتُجري حساباتك وتحدد إن كنت تفضل مسك الباب للشخص القادم من خلفك أم تركه وادخار لحظات انتظار وصوله لتصرفها في ساعتي نوم إضافيتين كل سنة.

قبل أن نبدأ الدليل، وحتى لو كانت المسافة التي تفصلك عن القادم من خلفك قصيرة تحول دون أن تعود بذكرياتك إلى ذلك اليوم، حين كُنتَ طفلاً تهمُّ بدخول البناية خلف جارك الذي لم يمسك لك الباب وتركك في الخارج دون أن تتمكن من الوصول لزر الإنتركم، قبل ذلك، دعنا نتفق أن هناك كثير من الحسابات لا تحتاج لأرقام وجمع وطرح وجذر الـ س٢ مقسوماً على ن٤، مثل حسابك في البنك وحساب فيسبوك وحسابك يوم الحساب.

١. تدرّب على علم الفراسة

اجرِ بعينيك مسحاً ضوئياً لملامح الشخص. تمعّن بمشيته ونفسيته وعينيه. دع روحك تتصل بروحه لتعرف إن كان سيهزّ طوله ليصل إليك بسرعة، أم سيتبختر حتى يبلغ الباب ويمر عبره دون أن يكلف نفسه مجاملتك ولو بابتسامة كأنه اشتراك قبل قليل من سوق العبيد.

٢. حدد مشاعرك اتجاهه

ولا تخش أن تغرم به، فمشاعر الانجذاب تجعل القريب منك بعيداً والبعيد قريباً وتلوي الزمكان وتؤخر مرور الوقت؛ وتذكر أن عقلك القادر على تحويل حلم لا يتجاوز بضع ثوان لمغامرة تمتد لعشر ساعات، لن يعجز أن يضعك مع القادم من خلفك في علاقة حب أبدية تستمر بعد وصوله إليك وعبوره الباب ونزوله الدرج وقطعه الشارع وتواريه عن الأنظار.

٣. فكر بظروفك الشخصية

من الجيد التحلي باللطف والإيثار وإلخ، ولكن إياك أن تمسك الباب للناس على حساب عمرك وصحتك ومستقبلك. اسأل نفسك: هل سينتظرني الأفندي الذي دخل المصعد وشاهدني أومئ له أن ينتظرني أم سيتجاهلني ويصعد بدوني؟ بالنظر إلى أنني أحمل أكياس التسوق بيد، هل يمكنني تأجيل حك الحكة التي داهمت رقبتي باليد التي أمسك بها الباب؟ هل سينتظرني سائق التكسي أم سيُقِّل الحيوان الذي يستغل لحظات انتظاري ليركب معه؟ هل سيصل غودو القادم من خلفي أم سيترك قطار الحياة يفوتني؟ كم سأنبسط لو تركت الباب قبل وصوله بأجزاء من الثانية ليخبط في منتصف وجهه؟

٤. استخدم الذكاء الاصطناعي

لا أعلم كيف سيفيد الذكاء الاصطناعي في هذه الحالة، لكن الجميع يتحدث عن قدرته على تغيير العالم، فأضفته في حال أحدث ثورة في مجال فتح الأبواب واشترى إيلون ماسك شركةً تنتج بوّابين يعملون في البلوك تشين.

٥. لاحظ أنَّك أضعت الوقت في الحساب والتحليل. إن تركت الباب الآن ستبدو وكأنّك قررت إغلاقه بعد اقتراب الشخص منك لأنك  قليل الذوق أو معتوه، ولم يعد أمامك خيار سوى الإمساك به.

شعورك تجاه المقال؟