اقتصاد المنطقة الحديث: السيسي والأسد يعقدان صفقة لمبادلة أصول مصرية بكبتاغون سوري
فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون اقتصاد ما بعد الاقتصاد
٠٥ أبريل، ٢٠٢٣
شكّل العقد الأخير نقطة تحولات جذرية في اقتصادات المنطقة، فأعلنت السعودية عن رؤية ابن سلمانية لاقتصاد قائم على الترفيه التركي آل شيخي، فيما ذهبت الإمارات نحو الاقتصاد التطبيعي التكنو-تجسسي، واتجهت قطر نحو السياحة واستثمار الشعبوية الدينية، وهنالك دول مثل الأردن ولبنان كرّست جهودها لتطوير اقتصاد تسوّل المنح والمساعدات.
ولم تتأخر سوريا عن مواكبة هذه التغيرات، فانتقلت من اعتمادها على بيع وشراء المواقف السياسية والمتاجرة بالقضايا، إلى اقتصاد يعتمد على الإنتاج المحلي بشكل تام ممثلاً بقطاع تصنيع وبيع الكبتاغون والحشيش، فيما طبّق السيسي قواعد المدرسة الاقتصادية القائمة على بيع الدولة بمن فيها لتوفير السيولة وتوظيفها في بناء الكباري والمساجد والعواصم الإدارية بهدف بيعها وتوفير السيولة مجدداً في دورة اقتصادية لا تنتهي إلا بانتهاء ما يمكن بيعه.
مؤخراً التقت مصالح البلدين الشقيقين اللذين جمعتهما جمهورية عربية متحدة وخبز وملح وقطن وزراعة وتأميم وحروب تحريرية وعداء للإخوان المسلمين، فدخلتا في اتفاقيات تعاون مشترك لتعزيز العلاقات الاقتصادية العائلية للزعيمين الدكر عبد الفتاح نور عينينا السيسي والفريق أول الركن المظلّي الأمين العام لحزب البعث الرفيق الطليعي بشار حافظ الأسد، أبو حافظ.
وكشف لقاء الديلر السوري فيصل المقداد بسمسار العقارات المصري سامح شكري الأسبوع الماضي النقاب أخيراً عن شكل التعاون الاقتصادي الأكبر في تاريخ البلدين، مُعلنَين توقيعهما على صفقةٍ تجاريةٍ لبيع أراضٍ ومنشآت مصرية وفق عقود طويلة الأجل تحدد سعراً ثابتاً للمتر المربع الواحد يقدّر بـ ٤٢٠ حبة كبتاغون سوريّة، أو٣٧٠ حبة فقط في حال كانت الحكومة السورية تعتزم إنشاء مصانع للكبتاغون على الأرض التي تشتريها.
تأتي هذه الخطوة بعد إقناع الجانب السوري نظيره المصري بجودة منتجات منتدِبِه بشار الأسد، وإيمان الديلر بأهمية استثمار أموال المخدرات في سوق آمن كالعقارات والأراضي والمرافق والعواصم الجديدة المعروضة للبيع في مصر، خصوصاً مع التسهيلات التي قدمها الجانب المصري الذي اكتفى بعمولة كيس كبتاغون من فئة ١٧٥ غرام عن كل عملية شراء تتم عن طريقه.
وتعليقاً على الصفقة، نشرت قناة رئاسة الجمهورية السورية على تيليغرام بياناً على لسان بشار الأسد قال فيه إن هذا الاتفاق يأتي في قلب الدور الإقليمي المحوري الذي تلعبه سوريا في ظل انزياح موازين القوى نحو الشرق "كما يمثل الاتفاق تقويضاً لطموحات إسرائيل الاقتصادية التي تحاول بسط نفوذها على قطاع الطاقة في المنطقة من خلال مشروع خط الغاز العربي؛ فهذه الاتفاقية هي حجر الأساس لمشروع خط الكبتاغون العربي الذي يخرج من سوريا ويمر عبر الأردن ليتفرع بعدها إلى السعودية والعراق ومصر".
من جانبه، أعرب السيسي عن سعادته العارمة فور تجربته حبة من المنتج الشقيق، ما دفعه للتأكيد على أنه سيحتفظ بـ ١٠٪ منها كاحتياطي بجانب الماء والبلح، وإعادة تصدير ٥٠٪ منها لتعزيز التجارة الخارجية، فيما شدد على أهمية استغلال الـ ٤٠٪ المتبقية لسد حاجة سوق الكبتاغون المحلي واستقطاب زبائن الكبتاغون الخليجيين بصفتهم مستثمري أصول محتملين في حال ضيّقت الحدود على عمليات النقل المباشر من سوريا.