مستثمر يبيع كل أسهمه في شركة شريطة البقاء مديراً لها
عليا قلامة - مُحرّرة قسم رجال وأعمال
٠٤ أبريل، ٢٠٢٣

وافق المستثمر الدكر عبد الفتاح بيه السيسي على بيع كافة أسهمه في شركة أم الدنيا المُساهِمة متعددة الجنسيات، بأسعار تفضيلية لشركات الجوار الخليجية الناشئة، شريطة أن يبقى مديراً فخرياً للشركة وأن يحصل على قرض بقيمة ٣ مليارات دولار لتأثيت مكتبٍ جديدٍ فخمٍ يليق بمكانته، على أن يُسدد من خلال صندوق تعاوني يتبرع له صغار الموظفين شهرياً.
وتعهّد عبد الفتاح بأن يرعى مصالح الشركة بنور عينيه ويسهم في تطويرها لتصبح قد الدنيا، مؤكداً أنه سيُعيّن جيشاً لحماية مدرائها من الاعتداءات الخارجية، كما سيفتتح أضخم قسم موارد بشرية بإدارة خبراء في الأمن ومحققين لمراقبة أداء صغار الموظفين، وسيحرص على توسيع قسم الدعاية والإعلان والإنتاج الفني للتسويق للمشروع، حيث يطمح للوصول إلى الموسم العاشر من مسلسل الاختيار الذي ستذهب أرباحه للمستثمرين الجُدد لقاء تجديد عقده كمدير تنفيذي لعقد آخر.
ويتوقع مراقبون أن تنتعش أرباح أم الدنيا في ظل المستثمرين الجدد، حيث ستُحسّن الشركة نوعية عملائها فتُركّز على قاعدة عملاء أصغر وتتجاهل عملاء الطبقة الوسطى والفقيرة الذين يكبدون الشركة مصاريف سنوية دون فائدة، كما ستُعاد هيكلة الشركة لتتحول تدريجياً إلى مجموعة ضخمة تتألف من شركات مسؤولية محدودة تتنافس فيما بينها على الأرباح، دون المساس بمكانة المدير التنفيذي الفخرية أو حصته من العائدات.
وكان عبد الفتاح قد ورث شركة أم الدنيا عن أجداده العسكريين، لكنّه حرص على تطويرها، فتخلّص من أثاثها الأثري الرث وبنى طوابق جديدة عصرية وفرض ضرائب على الموظفين الراغبين بعبور الشارع أو دخول الحمام أو استخدام الطابعة، قبل أن يحولها إلى شركة متعددة الجنسيات وينقل الموظفين المعترضين على ذلك إلى قسم الأرشيف الذي لا تصله الشمس تحت سابع أرض.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.