بعد أزمة بنك كريدي سويس: الشك يتسلل إلى القيادات العربية بأن المال الحرام لا يدوم
فتحي العترماني - مراسل الحدود الذي توقف عن العمل بعد أزمة ٢٠٠٨ وعاد مجدداً
٢٥ مارس، ٢٠٢٣
ألقى التهديد بانهيار بنك "كريدي سويس" الذي يعد بيت مال المسلمين والمسيحيين من آل هاشم ومبارك والبو سعيدي وسلامة وخدام وبوتفليقة، ألقى بظلال الشك على قناعتهم بأن المال الحرام يدوم وينمو ويتحول من أرصدة بنكية إلى عقارات في بريطانيا وأميركا واستثمارات في دبي وشركات صورية في ماليزيا وفنزويلا.
ورغم استحواذ بنك "يو بي إس" على "كريدي سويس" وحلفانه للعملاء أن مالهم الحرام بالحفظ والصون ولا داعي للهلع وفقدان الثقة بتماسك النظام المصرفي العالمي، إلا أنهم هلعوا وفقدوها كما فقدوها مع انهيار بنك "وادي السيليكون" منذ أسبوعين حين رفع الفيدرالي معدلات الفائدة، الذي فقدوا ثقتهم به بسبب التضخم، الذي نتج عن فقدان ثقة الاقتصاد العالمي باستمرارية سلاسل التوريد، التي تواجه فترة حرجة بسبب الصين وسياسة "صفر كوفيد" التي فاقمت آثار الحرب في أوكرانيا، التي جاءت في وقتٍ لم يمض فيه على تعافي الاقتصاد من تبعات جائحة كورونا إلا يومان.
مصادر مطلعة أشارت إلى أن العميلين جمال وعلاء مبارك ينتويان سحب أرصدتهما في البنك واستثمارها في العاصمة الجديدة، فيما حول العميل الذهبي عبدالله الثاني ابن الحسين رصيده إلى إحدى شركاته الأوفشور وطالب يو إس إيد بتسليم الحوالات الإنمائية من الآن فصاعداً لموظفيه باليد، ليخبئوها في خزنة ثبّتها خلف صورته في قصر رغدان العامر.
المحلل بشارة عناطر استبعد هذا الطرح، ورجح أن يَهُبَّ القادة لإنقاذ الموقف "سيأممون ويبيعون ويخصخصون ويؤجرون ويهرّبون ويفتتحون صناديق ويفرضون ضرائب وغرامات ورسوماً. وكلما راكموا بضع مئات الملايين أرسلوها لأرصدتهم في بنوك العالم التي تشارف على الانهيار، حتى تتعافى جميعها وتتمكن من العمل واستقبال مزيد من مال الحرام، عرفاناً بجميلهم وشكراً لهم على كرم أخلاقهم ومروئتهم وإغاثتهم الملهوف".