دوره الفاعل في النظام العالمي الجديد، وثلاثة أساطير أخرى يؤمن بها بشار الأسد
فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون التحالف من طرف واحد
٢٠ مارس، ٢٠٢٣
اصطحب الفريق أوّل الركن الأمين العام لحزب البعث الرفيق الطليعي الرئيس السوري بشار حافظ الأسد أبو حافظ، اصطحب وزراء الخارجية والاقتصاد والمالية والدفاع والنفط في رحلة إلى موسكو، ليستقبلهم أمين سر مطابخ الكرملين ويأخذهم إلى الدب الروسي كي يناقشوا حزمة قضايا تتعلق برؤية روسيا الجديدة في الشرق الأوسط والرأي الروسي بالمصالحة السعودية الإيرانية وخطة روسيا للمصالحة السورية التركية وطريقة بوتين المفضلة لتناول الستروغونوف وحفنة من القضايا السورية.
وقد أعقب الزيارة ظهوراً صحفياً لبشار، طرح خلاله الحقائق دون تزييف أو تجميل؛ فأكد ضرورة إنهاء الاحتلال الأميركي لبعض الأراضي السورية، ودحر الاحتلال التركي من البعض آخر، وأهمية تواجد قوات روسية وإيرانية صديقة تنشر عناصرها وآلياتها واستخباراتها وقواعدها العسكرية لحفظ النظام في البعض المتبقي.
لكن الحديث أخذ لاحقاً منحىً فانتازياً غير مفهوم، حيث لوحظ هذيان الأسد وتحدثه عن بعض الأساطير الخيالية الشائعة وكأنها موجودة في العالم الحقيقي، مثل وجود "استثمارات" روسية في سوريا، و"صداقة" تربطه مع بوتين، و"وزن إقليمي" للنظام السوري في العالم الحديث، وأساطير أخرى اخترنا لكم أبرزها.
الدور المحوري في النظام العالمي الجديد
نشأ بشار على فكرة أن سوريا هي قلب العروبة النابض، وشبّ بعدها على وقوعها في محور المقاومة، وها هو يشيب وقد أصبحت ساحة نزاعات دولية. وقد أثّرت هذه التجربة على تكوين الصورة السورية في ذهن الأسد، فجعلته يعتقد أن سوريا لا تكون إلا بكونها في قلب شيء ما، وعليه راح يبحث عن المصطلحات السياسية الرائجة حالياً، وأُعجب بمفهوم "النظام العالمي الجديد" الذي ينهي الهيمنة الأميركية، فآمن أن سوريا تحت قيادته تقع في قلب هذا النظام وليست مرفأً تحتاجه روسيا على المتوسط ولا أرضاً بإطلالة جنوبية مميزة يفضلها المقاول الإيراني.
القوة العسكرية لا تُحدّد مساحة نفوذ الدولة
سَخِرَ بشار من تصريحات وزير الدفاع التركي الذي ظن نفسه مسؤولاً روسياً وقال إنّ الوجود التركي في سوريا ليس احتلالاً، إذ رأى فيه لهجة من القرون الماضية عندما كانت القوة العسكرية تُحدّد مساحة نفوذ الدولة. ولأنه رئيس الحداثة، ويرفض هذه النظرية، لم يحشد حتى الآن أي جندي سوري لاستعادة إدلب.
القوة العسكرية تُحّدد مساحة نفوذ الدولة
سَخِرَ بشار من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واصفاً إياه بالدمية التي يحركها الغرب -بناءً على طلب من بوتين- مؤكداً أحقية روسيا بالأراضي التي ضمتها خلال عمليتها العسكرية، لأن ما أُخِذَ بالقوة الشعبية لا يُسترد إلا بالقوة العسكرية.
الخطط الروسية لإعادة الإعمار
يؤمن بشار بحقيقة وجود دور محوري ستلعبه روسيا في إعادة إعمار سوريا -يضاهي حجم الدور المحوري السوري في النظام العالمي الجديد- وبأهمية تعزيز نفوذها العسكري اللازم لهدم ما تم إعماره مجدداً في حال عودة المسلحين.