سعيّد يؤكد أنه ليس عنصرياً بدلالة أنه لم يكن ليطالب بتهجير اللاجئين لو أنهم لم يأتوا إلى تونس
مالك منصور - مراسل الحدود لشؤون الشوفينية المتهمة زوراً وبهتاناً بارتكابها العنصرية
١٤ مارس، ٢٠٢٣

رفعَ حبيب الشعب والشعبوية قاهر الأحزاب والنقابات وسيّد البلاغة في الخطابات، محبط المخططات والمؤامرات، مونتسكيو الرؤساء العرب الرئيس التونسي قيس سعيّد، رفع إصبعه الأوسط في وجه المنظمات الحقوقية التي اتهمته بالعنصرية داعياً إياها إلى الكف عن الجعجعة والتشدق بخطابات الإنسانية الجوفاء الرنانة الفارغة التافهة، مؤكدأ أنه يتفوق على الأم تيريزا في محبته للآخرين غير التونسيين وأنه لم يكن ليفكر يوماً حتى بالمطالبة في تهجير أي لاجئ على سطح الأرض لو أنه استمر في هجرته بعيداً عن أرض تونس النقية الطاهرة ولم يدنسها بمجيئه إليها.
واستهجن قيس سوء الفهم الذي اعترى بيان الرئاسة مؤخراً رغم حرصه أن يراعي حقوق اللاجئين، فلم يعمد إلى تعميم كلامه على جميع اللاجئين والمهاجرين في العالم، وإنما خصّ المهاجرين في تونس وحافظ على هدوئه وبرودة أعصابه فلم يشتمهم أو يهينهم، وتقيد بمفردات الموضوعية والحياد نحوهم، مكتفياً بوصفهم بجحافل المجرمين وفضح مخططهم الهادف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية لتونس "انتظرنا طويلاً أن يعود هؤلاء القردة والخنازير القادمون من قاع جنوب الصحراء بالنفع على تونس وشعبها ويتطوعوا للخدمة تحت أقدامهم، إلا أنهم استهلكوا مكاسب البلاد وحرموني من حرمان الشعب التونسي منها، كما أصروا على تسويد وجهنا أمام الأوروبيين بسواد وجوههم الذي شاب موجات المهاجرين التونسيين".
واعتبر قيس أن قدر الرجال الوطنيين أن يذموا ويُفترى عليهم بأسوأ التهم في سبيل تشويه صورتهم وشيطنتهم وتحييد الأنظار عن المهاجرين من نسل الشياطين الذين يعيثون بالأرض فساداً جنباً إلى جنب مع النشطاء والمعارضين وأصحاب الرأي "كل قارئ فطن للتاريخ يعي جيداً كيف تعرّض عدد كبير من الرجال الصالحين أمثال كريستوفر كولومبوس ودونالد ترامب وإيريك زمور لاتهامات العنصرية، لذا لم أستبعد أن تطالني تُهم كهذه عوض اعتباري مارتن لوثر كينغ العصر بحكم موهبتي الخطابية العالية".
وأثنى قيس على التونسيين الذين فهموا بيانه ووقفوا سداً في وجه المهاجرين واللاجئين فضيقوا عليهم عيشتهم وطردوهم من منازلهم وضربوهم ونكلّوا بهم "إلا أنني أحذّر من المبالغة في ملاحقة المهاجرين إلى ما وراء الحدود التونسية حتى لا نقع في فخ العنصرية البغيضة، والتركيز على أهدافنا بالانتهاء من نسبة الـ ٠,٠١ بالمئة من المهاجرين واللاجئين الذين يعكرون نقاء تونس ويهددون بتحويلها من تونس الخضراء إلى تونس الخضراء المزركشة بالأسود".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.