تغطية إخبارية، خبر

بعد مصالحتها السعودية وإيران: تحذيرات أميركية من اقتحام الصين سوق صنع الوساطات الدبلوماسية

فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون الثروات الدبلوماسية

Loading...
صورة بعد مصالحتها السعودية وإيران: تحذيرات أميركية من اقتحام الصين سوق صنع الوساطات الدبلوماسية

على خلفية توسط الصين بين إيران والسعودية وإعطائها كلا الطرفين مدة شهرين لفتح سفاراتهما وحلّ مشاكلهما والعراق واليمن ولبنان وتقبيل شوارب بعضهما البعض وعقود تصدير الطاقة إلى الصين، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية بياناً تحذر فيه شركاءها من مخاطر السماح للصين باقتحام سوق المصالحات الدبلوماسية العالمي، داعية إياهم -إضافة للميليشيات التي تموّلها- إلى تأجيج نزاع جديد في المنطقة فوراً لتدخل وسيطاً بين أطرافه وتستعيد مكانتها في سوق المصالحات المزدهر في الشرق الأوسط.

وجاء في البيان أن المصالحات الصينية تقوّض أمن النزاعات العالمي، وتمثل تهديداً لسلاسل توريد الإشادات بالدبلوماسية الأميركية، والميزان التجاري لوزنها العالمي، كما تهدد بدخول شركات تجسس تتبع لحكومة بكين المنافسة التجارية الحرة لشركات المنطقة التجسسية التابعة لإسرائيل.

الدكتور صلاح النِّتر الباحث في معهد الشرق الأوسط لدراسة المصالحات من بعد عداء ودم للرّكب، أوضح أن المخاوف الأميركية تجاه المصالحات الصينية محقة، لكن مبالغ فيها "بالتأكيد الصين قادرة على صنع بعض الوساطات الدبلوماسية وتصديرها إلى بعض الدول النامية، لكن عليها أن تقطع شوطاً كبيراً لتصنع اتفاقية سلام متوازنة وعادلة مثل وادي عربة، كما أنها لا تملك الخبرة الكافية لعقد مصالحة معقّدة جداً تضاهي المصالحة الخليجية التي ساهمت بشكلٍ مباشر في إعادة فتح الأبواب التجارية والأبواب الخلفية بين الدول المتنازعة، وليست مؤهلة بعد لاحتضان اتفاقيات مثل «اتفاقيات أبراهام» التي أنهت عقوداً من الصراع الدامي بين الإمارات وإسرائيل".

من جانبه، أكد الرئيس المُنتخب حديثاً بالإجماع الرفيق النيو-ليبرالي شي جين بينغ أن صناعة المصالحات جزءٌ لا يتجزأ من استراتيجية الصين خلال السنوات القادمة، معلناً بدء بلاده تصنيع الجيل الثاني من المصالحات الصينية (الصورة أدناه)، والتي أطلق عليها اسم «اتفاقيات ماو» التي ستشمل كافة الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق -طوعاً أو إكراهاً- لتضمن السلام الإقليمي للاستثمارات الصينية في المنطقة.

نموذج أولي لـ"مصالحة 2.0" 
نموذج أولي لـ"مصالحة 2.0" 

شعورك تجاه المقال؟