لايف ستايل، الحدود تسأل والحدود تجيب

لماذا يُمنَعْ الإجهاض؟ أنتِ تسألين والحكومة تؤكد على حق كل نطفة أن تكبر وتصبح مواطناً لا يتمتع بأي رعاية اجتماعية أو حقوق سياسية أو حرية

عليا قلامة - مراسلة الحدود لشؤون مواطني المستقبل

Loading...
صورة لماذا يُمنَعْ الإجهاض؟ أنتِ تسألين والحكومة تؤكد على حق كل نطفة أن تكبر وتصبح مواطناً لا يتمتع بأي رعاية اجتماعية أو حقوق سياسية أو حرية

نزولاً عند إلحاح الزميلة نهى عفلهجي، وبما أنها حامل وتتوحم على الإجابة، أعددتُ تقريراً عن أسباب منع الإجهاض وتداعياته على حياة نهى التي ستتخلى عن أحلامها وتتفرغ من الآن فصاعداً لتغيير الحفاضات والإرضاع والتربية والعمل بوظيفة إضافية إلى جانب وظيفتها ووظيفتي زوجها، لتأمين ثمن الحفاضات والحليب والطعام والشراب والألعاب والأفرهولات واللهايات وكتب التربية الحديثة وأقساط المدارس والجامعات. 

وقبل اكتمال التقرير، بادرت الحكومة -بعدما تناهى إلى برمجيات التجسس لديها ما نحن في صدد البحث عنه- بادرت بتوفير إجابات شافية وافية لي ولنهى ولزوجها ولجنينهما، فأرسلت أبو الليث للكشف عليها والتأكد من صحة الجنين وعدم إقدامها بعد على فعل مجنون يتسبب في إيداعها السجن.

وفور تيقّنه من أنّ نهى مواطنة صالحة لم ترتكب خطأً في حياتها سوى العمل في شبكة الحدود، باشر بإسماعها دقات قلب الجنين وإخبارها بمدى متعة مراقبة هذه الدقات وهي تزداد أسبوعاً بعد أسبوع وشهراً بعد شهراً وسنة بعد سنة حتى تكبر وتصل السن القانوني الذي يتيح لأبو الليث سماعها بوضوح حين يستدعيه إلى الفرع. 

وقال أبو الليث لنهى إنّ أولادها ليسوا لها بل أولاد الحكومة، مؤكداً على حق كل نطفة أن تصبح علقة ومن حق العلقة أن تتحول إلى مُضغة، ثمّ عظاماً تكسى لحماً يسعى مع بقية اللحوم في الشرق الأوسط بحثاً عن الرزق فلا يجده لكنه يدفع ضرائبهُ للحكومة على أي حال، فيما تمتنع الأخيرة عن منحه أي رعاية اجتماعية أو حقوق سياسية لأن العين بصيرة واليد قصيرة والحمدلله على نعمة الأمان. 

وشدّد أبو الليث على ضرورة إخبار نهى للمواطن المستقبلي الذي تحمله في أحشائها بأنها كانت تنوي إجهاضه ولم تملك حرية فعل ذلك، بهدف ترسيخ مبادئ الشفافية وغرس قيم الحرية الشخصية للحكومة بفعل ما تراه مناسباً للشعب، وحمايته من تشرّب أي أفكار ومفاهيم مشوّهة أو مستوردة عن الحرية المتعلقة بالأفراد.   

بدوره، أثنى جارنا كُ.أُ. على جهود أبو الليث بعدما أرشده إلى مكتبنا، مؤكداً لنهى أنّ الإجهاض موضة غربية لا تمت للثقافة العربية بصلة "هناك حيث المرأة والرجل يتمتعان بالرفاه ليطرحا سؤال الإجهاض وما إن كانا مستعدان للتخلي عن حياتهما الجميلة مقابل تربية طفل، أما أنتِ فليس لديك ما تخسرينه وتخافي عليه، فلتربي عيالك وتعيرينا صمتك".

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.