لايف ستايل، الحدود تسأل والحدود تجيب

هل أصبح التواصل الاجتماعي من الكماليات؟ أنت تسأل لكن لم يرَ أحد سؤالك لأنك لا تملك مالاً لدفع ثمن العلامة الزرقاء

فتحي العترماني ☑️ - مراسل الحدود الذي اقترض سلفةً من راتبه لتوثيق حسابه

Loading...
صورة هل أصبح التواصل الاجتماعي من الكماليات؟ أنت تسأل لكن لم يرَ أحد سؤالك لأنك لا تملك مالاً لدفع ثمن العلامة الزرقاء

مع إطلاق ميتا برنامج "فيريفايد" الذي يأخذ منك١٢ دولاراً كل شهر لقاء علامة التوثيق الزرقاء وإتاحة منشوراتك لبقية المستخدمين والاكتفاء بتسريب بياناتك سراً بدلاً من عرضها على أمازون؛ ومع طرح "تويتر بلو" بـ ٨ دولارات شهرياً لحمايتك من مشاهدة أكثر من ١٢ تغريدة لماسك يومياً وتحويل حسابك من مشاعٍ رقمي إلى حساب خاص بكلمة مرور؛ ومع يوتيوب "بريميوم" الذي يمنحك أفضلية مشاهدة مقتطفاتٍ من مقاطع الفيديو بين الإعلانات؛ مع كل هذا، أصبح من حقك وحقنا التساؤل عن جوهر التواصل الاجتماعي، وما إذا أصبح من الكماليات المتاحة للطبقة المخملية، أم أنك فقير ورعاع وإمّعة لدرجة لم تعد لائقاً بالتواصل الاجتماعي؟

إياك والاعتقاد أن مارك زوكربرغ ملزم بنشر سؤالك. وبما أنك فضّلت أن تنفق دولارات مارك هذا الشهر على المواصلات ذهاباً وإياباً من وإلى العمل يا عديم المسؤولية، لن يرى السؤال قائمة أصدقائك الافتراضيين سوى عمّتك سناء وأمّك، اللتان لن ترغب حقاً بسؤالهنّ عن الكماليات وكم الرفاهية التي تعيشانها، والاستماع مجدَّداً لقصة النُزهة التي أخذكم والدك بها عام ٢٠٠٣ وأكلتم فيها كثيراً حتى استفرغ أخوك حمودة آيس كريم جوز الهند.

لكن حظك يفلق الصخر، فقد كنت أبحث عن منشوراتنا القديمة المحرجة التي كان يحررها آدم وأوصلتنا الخوارزمية إلى سؤالك هذا، فطرحناه على الأستاذ عزام شباللط خبير التقنية والتكنولوجيا والإلكترونيات والتسويق الإلكتروني والسوشيال ميديا والماركتنغ، فتفضل بالإجابة التالية، موضحاً الفرق بين "التواصل" و"الاجتماعي" ومخاطر الخلط بينهما.

"التواصل" مستمر على اختلاف تعريفاته

يؤكد الأستاذ شبالط أن وجودك المجاني على فيسبوك وإنستغرام وتويتر سيبقى مجانياً، ولن تحرم فرصة التواصل مع صفحة "هدايا فرحة عُمر" على الخاص لمعرفة سعر الفنجان الوردي؛ وباستثناء بضعة مواضيع حساسة مثل روسيا وإسرائيل وفلسطين والجنس والمثلية والإسلام والمسيحية والتطرف والوسطية والاعتدال والسخرية والصحة النفسية والانتحار ومساوئ إيلون ماسك، يمكنك طرح ما شئت من الأفكار حول حقيقة أن البصل يعتبر من الفواكه، أو عقد المناظرات بين المؤيدين والمعارضين لفكرة اختلاف أطوال أعناق الزرافات حول العالم. 

الآن دور "الاجتماعي"

نجحت تلك الشركات في تحفيزك لتعلم أساسيات في التواصل البشري مثل  تركيب جُملٍ -وإن لم تكن مفيدة في كثير من الأحيان- وينصح الأستاذ شبالط باستخدام تلك المهارات البسيطة لبدء تعلّم الجزء "الاجتماعي" على أرض الواقع، مع مراعاة إمكانية الاصطدام بشخصٍ لا يتفق معك على أن الأرض تتخذ شكل قطعة كنافة بجبنة، وأنك لا تستطيع أن تضع ريأكت "هاها" عندما تسمع ما لا يعجبك.

لا تقلق، ستكون أنت "الكماليات" في أسوأ الأحوال

تقول الحكمة الشائعة "إن لم تدفع لقاء منتجٍ ما، فتأكد أنك أنت المنتج"، ويوضح شبالط أن الشركات بتحديثاتها الأخيرة تضع بين يديك خيار أن تدفع لقاء استمرارك في استخدام منصاتها، وتصبح مثل البطاطا والملفوف وخروف العيد، منتَجاً ومستهلِكاً في ذات الوقت، أو أن تبقى على حالك تستخدمها بالمجان، لتكون بذلك الكماليات التي تستهلكها "كامبردج أناليتيكا".

شعورك تجاه المقال؟