تغطية إخبارية، تقرير

"الموت تحت الأنقاض ثمن بسيط مقابل الحرية"

بقلم: عبد الرحمن مصطفى - مراسل الخارجية التركية للشؤون السورية

Loading...
صورة "الموت تحت الأنقاض ثمن بسيط مقابل الحرية"

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ – صدق الله العظيم. 

تعالت الأصوات المُشككة بحكمة أبطال ثورتنا الأحرار في الشمال السوري والمعترضة على رفضهم المساعدات الشيطانية التي أرسلتها ميليشيات الأسد وقسد. وكنت أود التزام الصمت احتراماً لأرواح من قضوا من شهدائنا في هذه الكارثة التي أرسلها الله سبحانه وتعالى لاختبار صبرنا، وليَبين الخبيث من الطيب، لكنّ كثرة الاتهامات أجبرتني على إلغاء الحجز في فندق كراون بلازا في أنقرة والنزول بنفسي إلى موقع الكارثة والعمل جنباً إلى جنب مع الأبطال على الأرض من ممثلين دبلوماسيين أوروبيين وأميركان.

 على إخواننا وأخواتنا الذين يطالبون بدخول المساعدات، غير مدركين ما يحمله ذلك من اعتراف بشرعية نظامٍ مجرم ومجموعة انفصاليين مرتهنين لقوة خارجية تتحكم بقرارهم، عليهم أن يعوا أنّ النصر ما هو إلا صبر أسبوعين تحت الأنقاض، والقضاء جوعاً وبرداً تحتها ما هو إلا ثمنٌ بسيط مقابل الحرية التي بذلنا لأجلها الغالي والنفيس في قاعات المؤتمرات.

الحكومة المؤقتة تدرك حجم الكارثة، وتعترف بحاجتها للإغاثة، لكن ميليشيا قسد والنظام المجرم تستثمران بآلام السوريين لتحقيق مكاسب سياسية تظهران فيها بالمظهر الحسن، أما نحن هنا في شمالنا المحرَّر، لم ولن نقبل يوماً بهذه الاستثمارات ما لم تكن محلية، إذ لم يُعرف عنّا يوماً إلا كوننا أشداء على الأكراد رحماء فيما بيننا.

وأخيراً، تؤكد الحكومة الفيدرالية المؤقتة في إقليم جنوب شرق تركيا تنسيقها المستمر وجهوزيتها التامة لاستقبال أي مساعدات ترسلها الحكومة المركزية في أنقرة عبر معبري سلامة والراعي لإنقاذ رعاياها في الإقليم.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.