الهزات الارتدادية تُحرّك بعض الألواح على سطح الأرض
مالك منصور - مراسل الحدود لشؤون الألواح الكرتونية
١٣ فبراير، ٢٠٢٣
أدى الزلزال الذي ضرب يوم الاثنين الماضي جنوب تركيا وشمال سوريا، إلى حدوث هزات ارتدادية عنيفة حرّكت ألواحاً عديدة على سطح القشرة الأرضية، حيث ساهمت قوة الزلزال في تقارب هذه الألواح مع بعضها لتزيل مختلف العوائق والشوائب التي علقت بينها طيلة السنوات الماضية من جهة، وبين اللوح البشاري من جهة أخرى، لتؤكد جميعها وحدة صفيحة الأنظموعربية وترأب الصدع فيما بينها.
وأكد مركز الحدود لرصد الزلازل والكوارث الجيوسياسية أن قوة الزلزال أدت إلى اهتزاز عنيف لألواح المنطقة، بعد رصد أجهزة الاستشعار لهذه الحركة وملاحظتها تقاربات طفيفة لا تتعدى بضعة سنتيمترات خلال العامين الماضيين "أفرغ الزلزال كميات كبيرة من الطاقة في القشرة الأرضية أدت إلى انزلاق اللوحين البحريني والسيساوي نحو الشمال الغربي والشمال الشرقي على الترتيب ليلامسا اللوح البشّاري بشكلٍ غير مسبوق، فيما التحم اللوح القيسي معه في أول لقاء حميمي جيولوجي من نوعه".
وأضاف المركز أن اقتراب ألواح المنطقة من بعضها لا يعني في الضرورة استقرار حالة الألواح الفترة المقبلة "لطالما عانت هذه الألواح من صدوع وتشققات فيما بينها، ويكشف لنا المسح الطبوغرافي تاريخاً طويلاً من الاهتزازات التي أحدثتها وعاشتها هذه الألواح، إلا أن الزلزال الأخير قد يكون سبباً قوياً للالتصاق الألواح فيما بينها جاثمة على صدور الطبقات القابعة أسفلها".
ودعا علماء جيولوجيين شعوب المنطقة العربية التي تعيش تحت رحمة تحرك هذه الألواح إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لدرء خطر تحرك الألواح على البشر والحجر ومغادرة المنطقة على وجه السرعة "إذ ستؤدي حركة الألواح لتهديدات جمّة تطاول كافة ما تم بناؤه خلال السنوات الماضية من مشاريع وأفكار وطموحات".