تغطية إخبارية، خبر

لاجئ سوري يحلم بالعودة إلى سوريا التي على يوتيوب

يزن فركشلي - مراسل الحدود لشؤون سوريا يوتيوب

Loading...
صورة لاجئ سوري يحلم بالعودة إلى سوريا التي على يوتيوب

اعتصرت الدهشة وجه الشاب السوري اللاجئ في ألمانيا نديم عنفروطي، لدى مشاهدته مقطع فيديو لليوتيوبر الدنماركي جوستاف هينجست وهو يطبخ طنجرة مقلوبة كاملة مع الفروج والمكسرات في قلب العاصمة السورية مُستخدماً كافة عيون الغاز دون خوف على الأسطوانة.

للوهلة الأولى، كذّب نديم عينيه واعتبر المقطع مفبركاً باستخدام تقنيات "الديب فيك"، لكن مقاطع الفيديو الأخرى جعلته يدرك أنّ هذه سوريا فعلاً، حيث يظهر هينجست في أحد المقاطع وهو يرقص في أحد بارات دمشق، بينما يمدّ أطفال رؤوسهم عبر النوافذ لبيع المحارم والعلكة للزبائن المستمتعين بالموسيقى.

وحرك هينجست الطفل الموجود داخل نديم، بمقطع صوّره في مدرسته الإعدادية، يُظهر طُلاباً يتسلقون السور بمرح هرباً من مزاح مديرهم الذي هددهم بالشنق والشبح ما لم يرددوا شعارات الحزب خلال الاصطفاف الصباحي.

أشعلت هذه المقاطع حنين نديم إلى سوريا وصار حلمه بالعودة يكبر مقطعاً تلو الآخر، فها هو هينجست يجول المدن السورية بسيارته رباعية الدفع، مُظهِراً روعة الشوارع واتساعها وهدوءها وخلوها من أي سيارة أخرى، قبل أن يترجّل من السيارة ويوثّق فرحة الباعة المتجولين حين اشترى منهم الياسمين المُجفف بالعملة السورية الصعبة. 

وفور انتهائه من مشاهدة تلك المقاطع، اتصل نديم بأهله وراح يلومهم "يا ملاعين، تدّعون السهر على ضوء الشموع، وتظنون أن مقاطع اليوتيوب وأخبار سانا المنقولة عن الأدباء العرب والشعراء الاشتراكيين والمفكرين الإيرانيين والعمال الروس عن تحسن الاقتصاد السوري ووفرة الطاقة لن تصلني؟".

وخاطب نديم أمه قائلاً "أجيبيني ولا تخجلي؛ فأنا أُقدّر حرصك على عدم شعوري بالغيرة من وضعكم الذي أصبح شبيهاً بوضعي حين أحصل على الإقامة بعد عمر طويل. لا تمثّلي بأنك تتجمدين من البرد وتعجزين عن الحركة والكلام". 

وبعد عدة محاولات للحصول على جواب من والدته تفاجأ نديم بأن صورتها ثابتة منذ بداية المكالمة بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت.  

شعورك تجاه المقال؟