تقرير: السوداني يأخذ صورة في كل مرة يصادر فيها أموالاً مهربة أو مواد تموينية أو يذهب إلى الحمّام دون مساعدة
فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون الإنجازات الصورية
٠١ فبراير، ٢٠٢٣

من نوري المالكي، إلى حيدر العبادي، إلى نوري المالكي، إلى مصطفى الكاظمي وحتى نوري المالكي، عانى العراق في السنوات الأخيرة من تناوب كوكبة من رؤساء الوزراء الذين أحبوه وكأنه مشروعهم الربحي الخاص وتحكموا بمقدراته، فهرّبوا معظمها إلى الخارج، مصعّبين على من يتلوهم مهمة التحكم بتلك المقدرات وتهريبها إلى الخارج عندما يحين دورهم.
إلا أن استلام محمد شيّاع السوداني رئاسة الوزراء غيّر من قواعد اشتباك رؤساء الحكومات مع العراقيين، ليحد من عمليات التهريب، ويسيطر ويشرف عليها شخصياً، متعهداً للعراقيين بمكافحة عمليات التهريب التي تتم دون أخذه صور معها، ملتزماً بمبدأ الشفافية والتقاط صورة فوتوغرافية بكوادر خلابة في كل مرة يمارس فيها مهامه المتوقع منها إنجازها كرئيس وزراء.

غير السوداني ديكور القصر الجمهوري وخصص القاعة الكبرى لصورته الشهرية أمام الأموال المهربة لكي تتسع للحجم المتزايد للأموال المهربة الناتج عن انهيار قيمتها أمام الدولار، راجيا ألا يزداد حجمها مع الوقت ويضطر لالتقاط صور إلى جانبها في أماكن تصوير غير ملائمة كمرآب سيارات القصر أو الساحات العامة.
أوعز السوداني إلى وزارة التجارة بإعطاء مشغلي مخازن المواد التموينية مهلة شهر لإعداد وتثبيت منصة ميكروفونات وكاميرات من ثلاثة جوانب على الأقل لاحتضان جلساته التصويرية القادمة وإلا ستسحب الرخصة من صاحب المخزن وتنقل بضائعه براً إلى إيران.
السوداني سيكرس الأعوام المقبلة في المنصب لمشاركة الشعب كافة إنجازاته بهدف التخفيف من وطأة الغلاء وشح المواد وسوء الأحوال الاقتصادية، وترميم الثقة مع الشعب والتي فقدتها الحكومات السابقة بسبب عقليتها في خدمتهم والتي تفضل الغموض وتجاهل المواطنين. وعليه، تعهد بتوثيق كافة المرات التي يذهب فيها إلى الحمام ويقضى حاجته بنجاح وحده دون مساعدة رجال الأعمال أو الإعلام.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.