تغطية إخبارية، خبر

الحكومة السورية تزود المواطنين بتشكيلة مقترحات للعن الظلام لعدم توافر ما يوقدون به الشمعة

فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون الكتابة على ورق البردي مستعيناً بضوء القمر

Loading...
صورة الحكومة السورية تزود المواطنين بتشكيلة مقترحات للعن الظلام لعدم توافر ما يوقدون به الشمعة

انطلاقاً من واجب الحكومة الوطني في الصمود أمام العقوبات الغربية الجائرة أحادية الجانب التي تحاول المس بـ "كرامة" المواطن -مجازاً- وتفهماً للغضب الشعبي من نفاد المحروقات التي سرقها انفصاليو "قسد" ليسرقها منهم القاطرجي لتسرقها منه السيدة الأولى، وما تلاه من استنزاف لمخزون القداحات والكبريت والحطب والشمع، انطلاقاً من كل هذا؛ أكدت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وقوفها إلى جانب المواطنين في محنتهم، وأوعزت للبرامج الصباحية والصحف والمواقع الرسمية والمستقلة الرسمية أيضاً والفضائية التربوية بتخصيص فقرة تضم باقة مُختارة من أفضل اللعنات على البرد والظلام، إيماناً من الدولة بمقولة "أن تلعن الظلام خيرٌ لك من أن تضيء شمعةً قد تحتاجها لسلق البيضة المخصصة لفطور الغد".

وأهابت الوزارة بإيلاء الاهتمام ببث الفقرة إذاعياً لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين وعدم اقتصار أثرها على الثلاثة الذين ما زالوا يعرفون ما هو التلفزيون، لأن حرية التعبير حق مشروع لأي مواطن بغض النظر عن معتقداته وتوجهاته وموقفه السياسي حول مدى حبه للسيد الرئيس، سواءً كان بحجم الكون أو روسيا أو بقدر تقصير بعض المسؤولين الفاسدين الملتفين حوله.

لكن وزير التجارة الداخلية أ. د. عمرو سالم حذر عبر صفحته على فيسبوك من وقوع المواطنين في فخ الاستخدام المفرط لتلك اللعنات والاستسلام للأمر الواقع، مبيناً أن هذا الإجراء مؤقت ريثما ينتهي الحليف الروسي من عمليته العسكرية الخاصة الخاطفة في أوكرانيا في وقت ما يرونه بعيداً ونراه قريباً، ويمطر سوريا بعدها بالغاز والنفط اللذين قطعهما عن أوروبا وأماتها برداً لتوفيرهما كلهما لنا نحن وحدنا".

وبين الوزير أن اللعنات مدروسة بعناية وبما يضمن تفريغ الغضب تجاه المسؤولين الفعليين عن تردي الأوضاع، مثل موظف شركة الكهرباء المسؤول عن مراقبة جدول التقنين أو العاملين في محطات الوقود أو سائقي الميكروباص والتكسي.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.