ما سبب ارتفاع جمارك الهواتف الذكية في سوريا؟ أنت تسأل والحدود تحاول التقاط الإشارة لتجيب
مالك منصور الغلابة - مراسل الحدود لشؤون الحكومة المنشار
٢٢ يناير، ٢٠٢٣
تشجع الحدود قراءها من مختلف الدول على التفكير بواقعهم المزري وطرح أسئلة وجودية عن تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم وإرسالها إلينا لنقدم لهم وعوداً بالإجابة عنها يوماً ما، لتكون هذه الوعود بالإجابة هي أبلغ الإجابات التي يجب أن يعتاد عليها المواطن العربي ويعيها جيداً حتى يتوقف عن عادته السيئة بطرح الأسئلة.
إلا أن سؤالاً وردنا بإلحاح من أحد متابعينا المتمتعين بالجنسية السورية وكافة حقوقها وواجباتها، أو لنقل بواجباتها فقط، عن سبب ارتفاع أسعار ضرائب الهواتف الذكية في سوريا يومياً، دفعنا للنزول عند رغبة الجماهير بتقديم مجموعة إجابات للسوريين تطيّب لهم خاطرهم وتنفس غضبهم وتحمل لهم حلولاً تناسب واقعهم من جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية والمؤامراتية الكونية.
أعددتُ بمشاركة ثلّة من فرسان فريق الحدود للمهام الاستقصائية الخاصة دراسة تحاول الإجابة عن أسباب القرار الذي تكرر في الآونة الأخيرة، مسابقين الوقت في رحلة بحث وتقصي شملت مراكز صنع القرار السوري في طهران وموسكو، قبل أن تقرر الحكومة السورية رفع أسعار ضرائب الأجهزة الذكية مرة أخرى لأسباب غير التي رصدناها، وعدنا بها على شكل تقرير -إثر فشلنا ويأسنا من الوصول للمواطن الذي سألنا بسبب انعدام إشارة التغطية- آملين أن يبقى كوثيقة تاريخية يجدها السوريون في المستقبل أثناء إعادة اكتشافهم عالم الانترنت الذي نسوه، أو كمرجع نادر للجيل التالي الذي لا نتوقع أن يكون بقي لديه أي وسائل للبحث والاكتشاف والحياة.
ضريبة على الذكاء المرتفع
تثمن الحكومة السورية الذكاء بشتى أنواعه وتحترمه وتبجله وتحتفي به دائماً، والدليل أنها سمحت باستيراد الأجهزة الذكية وإدخالها إلى السوق المحلية واستخدامها من قبل المواطنين دون دراسات وعقبات أمنية كما يجب أن يكون الحال لدولة تقتدي بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، ويأتي تقدير الدولة السورية للذكاء تقديراً من مواطنيها لراعي الذكاء والأذكياء الرفيق الطليعي السيد الرئيس بشار حافظ الأسد مخترع البراميل، لذا ومقابل دعم الذكاء وتحفيزه وإقامة أولمبياد علمية ومشاركة ممثل الوطن الوحيد فيها حافط بشار حافظ الأسد فيها، تقتطع الحكومة مقابل كل جهاز ضريبة بسيطة لا تتجاوز سعر الجهاز نفسه أو أكثر قليلاً وتزداد مع ازدياد تقديرها للذكاء.
عدم فائدتها
رغم كل الذكاء الذي تتمتع فيه الهواتف الذكية، إلا أن ذكاءها لا يساعدها مع الأسف في التكيف مع الحياة البرية في سوريا ومساعدة المواطنين -اللهم عدا في استلام رسائل الغاز والوقود والمتة - باعتبار أن معظم خدمات هذه الأجهزة محجوبة والبعض الآخر محجوب أيضاً، لذا ترتأي الحكومة السورية رفع رسوم هذه الأجهزة باستمرار باعتبارها كماليات لا يستفيد منها المواطن، على عكس سلع أساسية كالخبز والوقود والدواء التي ترفع أسعارها باستمرار أيضاً.
نكاية
نعم.. نكاية، نكاية بك يا عديم رحمة والإحساس، آيفون يا مواطن؟ آيفون يا مُفتري؟ وتأتي به إلى سوريا، ما ضير جهاز الهاتف الأرضي؟ لمَ لا تأتي له بسلك طويل وتنطلق به في مشاويرك، ما الذي فعلته لك شركات آبل وسامسونج وهواوي -عدا عن استغلالها العمال ومراكمتها لرؤوس الأموال-، حتى تأتي بأجهزتها الأنيقة باهظة الثمن لتشقى وتذوق معك الويلات، وتتعرض لشتى أنواع الضغوط النفسية من حاجة دائمة للكهرباء، وسعي وراء التغطية، ورفسات وضربات جراء هرولتك بها للصعود في الحافلات والميكروباصات، وفي النهاية لا تريد من الحكومة أن ترفع ضريبة الجمركة على الجهاز؟ النكاية بك وإصرارك على الحياة -رغم جهودها المضنية في ثنيك عن ذلك- سبب مهم وكاف لرفع رسوم هذه الأجهزة التي تشتريها بكل عُند متناسياً أنك بذّرت ثمنها رغم أنك لن تستخدمها.