العراق يمنح الحق الحصري في بث "المحتوى الهابط" للسياسيين ورجال الدين
مالك منصور - مراسل الحدود الملاحق بتهمة الهبوط لكتابته هذا المقال
١٨ يناير، ٢٠٢٣

ضمن مساعيها لحماية عقول العراقيين من المحتوى الهابط المزعزع للقيم والعادات والتقاليد الأصيلة التي دأب الزعماء والسياسيون ورجال الدين على غرسها في المجتمع، داهمت الأجهزة الأمنية عدداً من حسابات تيك توك ويوتيوب وفيس بوك بهدف تطهير وسائل التواصل الاجتماعي من تفاهة الإنفلونسرز الجدد المائعين، ووضع إطار مرجعي يضمن حصر الحق في بث المحتوى الهابط في يد الزعماء ورجال الدين لما يملكونه من سمعة طيبة ومعرفة ودراية في أساسيات إنتاج هذا المحتوى الحساس.
وقال مدير الإعلام في وزارة الداخلية اللواء سعد معن إن هذه الخطوة ضرورية في سبيل إعطاء الخبز لخبازه وعدم جعل وظيفة الإنفلونسر مهنة من لا عمل لديه "بعد شروق شمس حرية التأثير على يد الأميركان وكسرهم احتكار الإنفلونسر الأوحد في زمانه صدام حسين، كان من الضروري وضع أنظمة تحدد حصة كل زعيم وطائفة وحزب وميليشيا من المحتوى السياسي والديني الموجه للشعب العراقي، وضمان عدم إساءة استخدامه من قبل أشخاص مارقين مثل علوشة ضاغطهم وفراشة الليل وجاسم ضحك سنو وغيرهم من الرعاع التيك توكرز، لأن من شأن المحتوى الهابط الذي يبثونه أن يلهي شبابنا عن متابعة محتوى زعمائهم وبالتالي قد ينفضّون من حولهم وتصبح الأحزاب والميليشيات والطوائف مجرّد أسلحة لا تجد من يحملها".
وأكد سعد أن هاجس الحكومة العراقية هو الحفاظ على قيم ومعايير المجتمع وعاداته وتقاليده المتمثلة بالمسؤولين أنفسهم، الذين أثبتوا خلال سنوات استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي أثرهم الإيجابي على المواطنين "ليس كل محتوى هابط هابط، ففيديو لأحد الزعماء يهاجم فيه الخصوم ويوزع تهديدات القتل والشتائم بالمجان كفيل بتحقيق مشاهدات مليونية وتحطيم كل الترندات وانتفاض الشعب العراقي على بعضه والتوجه إلى الشوارع لتندلع المواجهات ويسقط القتلى والجرحى، ما يبقي العراقيين متقدي الأذهان مفتوحي الأعين وعلى أهبة الاستعداد لخوض غمار المعارك السياسية والشهادة في سبيل قضية عادلة، على عكس مقطع فيديو تافه على تيك توك لا يحرك سوى الخمول والكسل والرغبة بمشاهدة المزيد أثناء الاستلقاء على السرير في غرفة النوم بدلاً من المشافي والبرادات".
من جانبهم، أبدى عدد من المؤثرين ونجوم السوشيال ميديا العراقيين أسفهم على حالة التردي والانحطاط التي وصل إليها الشعب، يقول المؤثر قيس الخزعلي "لا يمكن القبول بأن تنافس فيديوهات العطواني وتحديات التفاهة والرقص على تيك توك ويوتيوب المحتوى الذي أقدمه لجمهوري الطائفي، يجب وضع سقف حرية هبوط للعراقيين بحيث يمنع الوصول إلى قاع القاع والمزاحمة على مهن وأرزاق الزعماء والشيوخ والقادة التاريخيين".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.