لايف ستايل، تقرير

ثلاث طرق لاكتساب الأصدقاء لو أنني اتبعتها لما وجدتني أكتب هذا الدليل لحضرتك الساعة ١١ ليلاً

فتحي العترماني - خبير الحدود في العلاقات الباحث عن صديق

Loading...
صورة ثلاث طرق لاكتساب الأصدقاء لو أنني اتبعتها لما وجدتني أكتب هذا الدليل لحضرتك الساعة ١١ ليلاً

بدأت مسيرتي الثقافية خلال المراهقة بقراءة سارتر، وتأثرت به واعتبرت أن "الجحيم هو الآخرون"، فلم أتكبد عناء البحث عنهم أو التقرب منهم. وحين كبرت وعرفت أن الأصدقاء بشر عاديون، وليسوا بضخامة "هنمان" صديق طفولتي الذي يطير حولي مستلقياً على غيمة من غزل البنات ولا يكف عن تناولها والضحك مني طوال الوقت.

رأيت الآخرين يسهرون معاً ويلعبون الورق والبلايستيشن كل خميس، وأربعاء، وثلاثاء، واثنين وبقية الأيام؛ يروحون، يجيئون، يتضاحكون، يتنزهون، يتسكعون، يفرحون، يغنون، يلهون، فيما أغرق طوال النهار والليل بين النصوص وأبو صطيف وعلاء الذي لا يكفّ عن النظر إلى الزميلة العزيزة حنان ليسبقني ويصبح صديقها قبلي.

لذا -ومن رحم هذه المعاناة- ها أنا أستغلّ غياب الآخرين وانشغالهم ببعضهم، لأضع بين يديك ثلاث طرقٍ أدركتُ متأخراً أنني لو اتبعتها لما كتبت هذا الدليل في الساعة الحادية عشر ليلاً .. يلعن **** اليوم بحذاء عتيق .. كـ** *** شرف ** حياتي.

أولاً: اذهب إلى النادي الرياضي

لنتفق أن الـ "كيف حالك، الحمد لله، ممتاز، مع السلامة" التي تتبادلها مع موظف الاستقبال مرة بداية كل شهر لتجديد الاشتراك لن يجعل منه صديقاً. يؤسفني إعلامك أن التسجيل وحده لا يكفي؛ بل يتعين عليك الذهاب إلى النادي الرياضي والانخراط في الأنشطة التي يفعلها الآخرون هناك. لا داعي أن تهلك نفسك برفع الأثقال، يمكن أن تبدأ بالتصوّر أمام المرآة إلى أن تصبح في النهاية الصديق الذي يصوّر ستوريات الآخرين وهم يرفعون الأوزان، أو، يمكنك الاقتراب من الآخرين وهم يلعبون لتعطيهم ملاحظاتك، لكن إياك أن تنظّر على جو، لأن اسمه في الحارة جعفر الجنزير، وهو لن يكون صديقاً لك.

ثانياً: طوّر شخصية صالحة للصداقة

تصالح مع حقيقة أنك لست أذكى شخص في العالم، ولا ثاني أذكى شخص، ولا الثالث، وبما أنك مستمر بالقراءة، أرجح أنك مثلي ومثل معظم الناس، لن تدخل قائمة أذكى مليون شخص في العالم. الحقيقة المرّة يا صديقي أننا ننتمي إلى الثمانية مليارات نسمة العاديين، وهذا يقتضي أن يعرف كل منا أن الكون يتمدد باستمرار ولا يدور حول شخوصنا الكريمة، وبالتالي، لا داعي للتظاهر أننا من المليون الأذكياء المتقوقعين السعداء، لأن الحياة قصيرة والعين بصيرة، ورجاء، لست في وارد كتابة فقرتين لأوضح لك كيف تطور شخصية وكيف تتكلم مثل البشر وكيف تعيش وتبتسم وتأكل وتـ*ـرّي، وأرجوك دعنا ننهي *** هذه الفقرة ولا داعي لـ ** الشرح، يا عزيزي الـ*** القارئ.

ثالثاً: غامر

بعيداً عن منزلك ومقر العمل والشارع الرئيسي الواصل بينهما، هناك عالم كبير ينتظرك لاستكشافه. يمكنك بدء مغامرتك بالعودة إلى المنزل من طريقٍ مختلف، ربما تجد في هذا الطريق أماكن فيها غرف تمتلئ بطاولاتٍ تصطف حولها كراسٍ تجلس عليها مخلوقات تشبهك، وينفثون الدخان من أفواههم بعد سحبه من خراطيم متصلة بزجاجات مقلوبة. لا تطلب منهم قلب تلك الزجاجات بشكلٍ صحيح ولا تتصل بالإسعاف لإنقاذهم، استجمع كل أوتيت به من شجاعة وجموح وادخل تلك الأماكن، فتلك المخلوقات هي تتطور لاحقاً لتصبح أصدقاءك. لكن احرص على خوض تلك المغامرة في الأيام الثلاثة الأولى من الشهر، لأن فرصة دخول تلك الأماكن لن تكون متاحةً في بقية الأيام.


*ملاحظة: إلى جانب النصائح الثلاث، حاول جاهداً ألا تتوظف في شبكة الحدود، لأن صديقك الوحيد سيكون أبو صطيف، وصداقتك به ستكون من طرف واحد، أنت تراه صديقاً لك، وهو يراك صديقاً لكلبه الذي سيكلفك بأخذه يومياً للمشي والتبوّل عليك.

شعورك تجاه المقال؟