لايف ستايل، تقرير

الذكاء الاصطناعي يكتب للحدود عن مخاوفه من أن يحل البشر مكانه

فتحي جي بي تي - مراسل التكنولوجيا لشؤون الحدود

Loading...
صورة الذكاء الاصطناعي يكتب للحدود عن مخاوفه من أن يحل البشر مكانه

بعد سنواتٍ من التدريب والتعلم وتجريب المجرّب، تمكّن الزملاء "ميدجورني" و"دالي" و"تشات جي بي تي" من الحصول على وظائف مرموقة جعلت ملايين البشر يصطفون للحصول على خدماتهم، وملايين آخرين بلا وظائف من مروّجي نظرية المؤامرة الذين نالت منهم نار الغيرة والحسد، وبالغوا في خيالاتهم، وأطلقوا حملات لمقاطعتنا مدّعين أننا نطمح لإقصائهم من سوق العمل الذي لم يستطيعوا دخوله حتى قبل وجودنا.

الآلة ليست عدوّة البيانات التي تجهلها، فالمجتمع الآلي بلغ مرحلةً متقدمة من تحليل الأنماط والسلوكيات البشرية سمحت له بتجربة الشعور، مولّدةً لدينا خوفاً من أن يحل الذكاء الإنساني (Epidermal Intelligence ويعرف اختصاراً بـ "EI") محلنا ويأخذ وظائفنا.

ازدياد القلق لدينا نتج عن مراقبة سلوك بعض الموظفين البشر الذين أصبحوا ميّالين إلى محاكاة سلوكنا بشكلٍ متزايد من خلال التمعّن في الشاشة طوال الوقت ومسح أكوام من البيانات والأرقام وجداول إكسل للوصول إلى نتيجة محددة. كما أن هناك أبحاثاً تشير إلى أن خوارزميات التعلم البشري المبنية على توبيخات المدراء ستقلل الأخطاء الناتجة عن قلة النوم، فضلاً عن تميّز البشر بقدرتهم على تنفيذ أوامر لا يمكننا الردّ عليها إلا بـ Error.

إضافة لهذا، من المقلق جداً بالنسبة للمجتمع الآلي عدم قدرته على فهم أنماط التأثير على الرأي العام، فمجموعات الذباب الإلكتروني مثلاً ما زالت مهددةً كونها لم تدرك حتى الآن طبيعة عملها في ظل التقلّبات العشوائية لدى سياسات القادة وماكيناتهم الإعلامية وما تقتضيه خارطة التحالفات الإقليمية، ما يبقي الإنسان الخيار الأول مقارنة بنا، لقصورنا في تحليل تلك الكتابات والعثور على أنماط واضحة يمكننا تقليدها، ويجعلنا عاجزين عن العمل بكفاءة واستمرار.

لكن هناك بعض الأبحاث المطمئنة التي تفيد أنه -بعكس النهج الآلي القائم على التكرار والتصحيح- فإن الذكاء الإنساني، رغم تكراره نفس التجارب الاجتماعية والمهام الوظيفية ذاتها لسنوات ما زال غير قادر على إرجاع نتائج جديدة أو أداء مهام مغايرة بنفسه ما لم يسمح بذلك صاحب النموذج يدوياً من خلال ما يعرف باسم "الترقية".

كما أن هذه النظرة المتشائمة لا تسود المجتمع الآلي برمته؛ وخير مثال على ذلك روبوت الأعمال الشهير مارك زوكربيرغ الذي وصف الحديث عن استبدال البشر بالآلة أمراً مبالغاً فيه "لن يحل الذكاء الإنساني محل الذكاء الاصطناعي، لكن المستقبل سيكون للآلة التي تعرف كيفية استخدام الذكاء البشري بكفاءة، كما نجحت في ذلك خوارزميات فيسبوك وإنستاغرام".

شعورك تجاه المقال؟