طفل ينام بسلام بعد تسليمه شعلة البقاء مستيقظاً لأخيه
مايكل أبو العاص - مراسل الحدود لشؤون فلذات الأكباد/ الفترة الليلية
٠٥ يناير، ٢٠٢٣

بعد يوم مقداره ألف عام مما تعدّون، خلدَ الطفل حمّودة كُ.أُ. إلى النوم قرير العين مرتاح البال والضمير مسلماً أخاه عزّوز شعلة الاستيقاظ المسلّح ضد المنظومة الأسريّة الرجعيّة التي جاءت بهما إلى هذه الدنيا، وعلى رأسها قائداها الشيطانان بابا وماما اللذان يستحقان البقاء مستيقظين لشهور متواصلة عقاباً على الليلة التي ناما فيها معاً وتسبّبا بهذه الكارثة.
وقالت والدة حمّودة إنها ليست الليلة الأولى التي يتناوب فيها ولداها على إخراجها عن دينها "لكنها الليلة الأصعب بكل تأكيد، في المرات السابقة كنا نحصل على ساعة أو ساعتين من النوم بين الصحوة والأخرى، لكنهما نسّقا وخطّطا بشكل مدروس ومنظّم هذه المرة بحيث لا ينام الأول قبل أن يضمن استيقاظ الآخر بطاقة وحماس كافيين لتغطية غياب أخيه، حتى أنني عندما كنت أتسلل من فراش حمّودة للعودة إلى سريري، لاحظت يده تغز كتف عزوز الذي نهض من فراشه منادياً ماما، ماما... فقاطعته مباشرة في محاولة لتهدئته وإعادته للنوم، وأخبرته أنه لعنة الله على الماما وعلى الساعة التي أنجبتك فيها يا ابن الكلب".
وأكدت أم حمّودة أنه فعلاً يكفي هذا يالله "في التاسعة مساءً وبعد عودتنا من العمل وتناول لقمة من السم الهاري التي لا نعرف كيف تنزل معدتنا تحت قصف الألعاب والوسائد والملابس وأجهزة التحكم والهواتف، نكون بأمس الحاجة للنوم، فنذهب للفراش آملين أن يكون الطفلان مرهقان مثلنا الليلة، لكنهما يبددان هذه الآمال من خلال خطة مدروسة تعتمد تكتيك الحرب النفسية وتدمير العدو معنوياً ومباغتته بضربات استراتيجية باستخدام أسلحة طلب الماء والذهاب إلى الحمام والذهاب إلى الحمام مرة أخرى، وطلب الماء كي يتمكنا من طلب الذهاب إلى الحمام مرة ثالثة، ومن ثم التقدم نحو جبهة الشعور بالبرد والحر وسماع صوت وحش، ورؤية وحش تحت السرير والرغبة بسماع حكاية، إلى أن يتوّجا تقدمهما بالتوسل للنوم على سريرنا وغيرها من الضربات الدقيقة التي تشلّ القدرة على التفكير والنطق والنوم"
من جانبه، قال والد الطفلين إنه أعلن استسلامه تماماً منذ مدة لكن دون طائل "لا أعرف أى هدف حقيقي لهذه الحرب علينا، كيف تنتهي؟ ولماذا لا تتوقف طالما أن أحد طرفيها استسلم؟ وما هي طلبات وشروط الطرف المنتصر كي أنفذها وزيادة؟ وأين الأمم المتحدة ومنظمات الأبوّة والأمومة عنا؟ أين تقارير حقوق الإنسان لتوثّق ما يجري في منزلنا؟ حسبي الله ونعم الوكيل، الله على الظالم، ليس لدي ما أقوله، حسبي الله، هل أجد معك منديلاً؟".