مترجم يُلهم القرّاء بتعلّم اللغة الأصلية للكتاب حتى يتمكنوا من فهمه
بهاء فتّاح - خبير الحدود في شؤون التشفير اللغوي
٠٢ يناير، ٢٠٢٣
أثبت فنان اللسانيات، عندليب اللغويات، عرّاب التلاعب بالكلمات، مختار الصحاح والأصح منها، الأستاذ الدكتور فهمي أبو بليغ، أثبت صحة قول الشاعر الروسي يوشكين إن المترجمين هم خيول بريد التنوير، وذلك من خلال ترجمته كتاب "أيقظ قواك الخفية" لتطوير الذات؛ الذي استخدم فيها بلاغته واتساع رقعة مفرداته ليُوقد شعلة التطوير الذاتي لدى قرّائه ويدفعهم لتعلم الإنجليزية وقراءة الكتاب الأصلي لعلّهم يفهمون ما يريد قوله دون أن يضطروا للبحث في أرشيف مكتبة بغداد عن مرادفات المفردات الواردة بالترجمة.
وقال الشاب سليم أبو غرة الذي كان من أوائل الذين بدأوا رحلة تطوير الذات ومحو الأمية مع ترجمة الأستاذ فهمي للكتاب، إن الأخير علّمه مبادئ التفكير النقدي "مررت بمقطعٍ لم يكن فيه شيئاً مألوفاً عدا رسم الكلمات، فظننت أنه خطأ مطبعي وقعت به دار النشر وكتبته بالفارسية، لكنهم أخبروني عند تواصلي معهم أن المترجم لم يجد وسيلةً للتعبير أبلغ من المصطلحات النبطية التي استخدمتها العربية المبكرة في أوائل أيامها"
وأضاف "ذهبت إلى أقرب معهدٍ للغات للاستفسار عن مساقٍ يساعدني في فهم تلك المصطلحات، فأخبروني أنها مادةٌ في مقرر السنة الثالثة في دورة الشعر الجاهلي، وعندما أخبرتهم بسبب التسجيل، أبلغني الموظف بوجود دورةٍ مدتها سنة ونصف للغة الإنجليزية تؤهلني للمستوى المطلوب لفهم الكتاب بنسخته الأصلية".
من جانبه، يرى الأستاذ فهمي أن المترجم لا يجب أن يكون جسراً بين اللغات فحسب، بل عليه أن يضفي على النص الأصلي روحاً وهوية ونصاً جديداً "يَراعي ليس أداةً أخطُّ بها نصوصاً واردة، بل حسامٌ أمزق به رداء الفكر البالي".