إصابة بابا نويل بعد وصوله غرفة أطفالك
ناهد أخاديد - مراسلة الحدود لشؤون أحباب الله، فليحفظهم الله، ملائكة ما شاء الله
٢٠ ديسمبر، ٢٠٢٢
وصل بابا نويل إلى غرفة أطفالك الكتاكيت مُبشّراً بعام جديد ملؤه السعادة والسلام والعافية، لينزلق بعلبة عصير الحليب والشكولاته نصف الممتلئة الملقاة عند الباب لاستقبال الزوّار ويسقط على وجهه في كومة الملابس النتنة التي تتوسط الغرفة ثمّ يتعثّر بشظايا الليغو المُحطمّة بحرفيّة لدى محاولته النهوض، فتنال الشيخ العجوز إصابات متوسطة وبالغة مطلقاً صرخة توقظ كافة سكّان الحارة عدا أطفالك النائمين نوم الملائكة بعد اتمامهم ألف قفزة عمودية فوق عمودك الفقري في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل.
مخاطر متصاعدة
رغم عمله الخطر في المداخن وفوق السحب وأسطح المنازل في ظروف جويّة قاسية، إلّا أنّ حقل الألغام الذي يُدعى غرفة كتاكيتك، عزيزي القارئ، هي من تسببت بإصابة الرجل المسكين وقعوده عن العمل في فترة الذروة، ليُحرم كافة أطفال العالم الذين رتبوا غرفهم ونظفوا أسنانهم وارتدوا بيجامات نظيفة لاستقبال بابا نويل، من استلام هداياهم بسبب تربيتك لفلذات كبدك.
أساليب التربية البغيضة
لا يتوقع بابا نويل منكَ أو من المدام زوجتك أن تتفضلا بتأنيب ملاكئتكما الصغار على تسببهما بهذه المصائب، لأنّ توبيخ الطفل الصغير الجميل اللطيف المُدلل يتعارض مع أساليب التربية الحديثة، وعلى بابا نويل أن يبتلع ألمه ويصطك أسنانه ويبتسم ويُجلِس أطفالكما في حضنه حتى يخدر فخداه ويحشوا أصابعهم اللزجة داخل أنفه بينما يسلمهم الهدايا الملعونة، ثمّ يطبع قبلة على خدودهم المكوّرة مؤكداً أنّهم كانوا أطفالاً خيريين مميزين طوال العام لذلك استحقوا هذه الهدية، قبل أن يقبض ثمنها وبقشيشه ويغادر كاسراً خلف نفسه جرّة في فنائكم الأمامي.
ما خفي أعظم
للمرة الأولى في تاريخه المهني، يعترف بابا نويل بأنّ "ك** الأطفال ويلعن الساعة التي اخترت فيها هذه المهنة البائسة التي تضطرني للتعامل مع قلة تربيتهم وانعدام إحساسهم وصراخهم المُضجر وضحكاتهم المثيرة للأعصاب ولعابهم الذي يسيل على أذني حين يخبروني أمنياتهم وطلباتهم التي لا تنم عن أي نوع من الذوق أو النباهة كما يظن أهاليهم الأشد حُمقاً منهم فالولد السمج سرّ أبيه الأسمج".